« اشتمال الصمّاء هو أن يدخل الرجل رداءه تحت إبطه ثم يجعل طرفيه على منكب واحد » . وهذا التأويل الصحيح دون ما خالفه [1] . وشملهم الأمر يشمَلهم شملاً ، إذا أحاط بهم [2] . وقولهم : جمع اللهُ شملهم ، أي ما تفرّق من أمرهم ، وفرّق شَمْلَهم ، أي : ما اجتمع من أمرهم [3] . ومن هذا جاء وصف عليّ ( عليه السلام ) للنبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : « وألّف به الشَّمْلَ بين ذوي الأرْحَام بعد العَداوة الواغِرَةِ » [4] .
وفي حديث فاطمة ( عليها السلام ) لعليّ ( عليه السلام ) : « اشتملت شَملة الجنين ، وقعدت حجرة الظنين ، نقضت قادمة الأجدل فخانك ريش الأعزل » [5] . اشتملت شملة الجنين : الشملة عند العرب مئزر من صوف أو شعر يؤتزر به . والاشتمال يفيد معنى التضمّن يقال : جاء فلان مشتملاً على داهية ، والرحم تشتمل على الولد إذا تضمّنته . ويقال : اشتمل على ناقة فذهب بها ، أي ركبها وذهب بها [6] . أرادت بقولها ( عليهما السلام ) أنّه كان مستوراً صابراً قابعاً في ظلِّ الظلامة ، غير منظور لحقّه ، فحاله حال الجنين الذي لا يُرى . والظنين : يقال : ظننته ظنّاً وأظننته واضطننته : اتهمته . والعرب تقول للرجل الضعيف أو القليل الحيلة : هو ظنون [7] .
والأجدل : الصقر ، وأصله من الجدل الذي هو الشّدة [1] .
[ شمم ] في حديث هند في وصفه ( صلى الله عليه وآله ) : « يَحْسَبه من لم يتأمّله أشمُّ » [2] .
الشمم في الأنف : ارتفاع القصبة وحسنها واستواء أعلاها وانتصاب الأرنبة . وقيل : الشمم أن يطول الأنف ويدقّ وتسيل روثته ، ورجل أشمّ .
وإذا وصف الشاعر فقال : أشمّ ، فإنّما يعني سيّداً ذا أنفة [3] . ومنه قول كعب بن زهير :
شمُّ العرانين ، أبطال لَبُوسُهم * من نسج داوود ، في الهيجا ، سرابيل [4]