المساييح : جمع مسياح ، وهو الذي يسيح بين الناس بالفساد والنمائم [1] . والسَّيْح : مصدر ساح الماء يسيح سيحاً ، إذا جرى على وجه الأرض ، ثمّ سُمّي الماء بالمصدر [2] . ومنه المسيح بن مريم ( عليهما السلام ) ، وهو مفعول بمعنى فاعل [3] . وفسّر قوله تعالى : ( السّائِحون الرّاكِعون السَّاجِدون ) [4] . بأنّ السائحون : هم الصائمون ، وقيل هم الذين يسيحون في الأرض فيعتبرون بعجائب الله تعالى . وقيل : هم طلبة العلم يسيحون في الأرض لطلبه [5] .
[ سيل ] في حديث وصفه ( صلى الله عليه وآله ) : « سَائِل الأَطْرَاف » [6] .
سائل الأطراف : أي تامّها غير طويلة ، ولا قصيرة [7] . وسال الماء يسيل سَيْلاً ، من باب باع ، وسيلاناً ، إذا طغا وجرى ، ثمّ غلب السيلُ في المُجتمع من المطر الجاري في الأودية [8] . ومنه استعار عليّ ( عليه السلام ) لوعيد طلحة والزبير وتهديدهما بالحرب بقوله : « ولسنا نُرعِدُ حتّى نُوقِعَ ، ولا نُسيل حتّى نُمْطر » [9] .
فكأنّه قال : كما لا يجوز سيل بلا مطر فكذلك ما يوعدونه ويهددون به من إيقاع الحرب بلا شجاعة ولا قوّة عليها [1] . وأراد ( عليه السلام ) أنّ فعله يتقدّم على قوله ، لأنّ إذا تقدّم بمّا لا يوافقه الفعل [2] .