يا معشر المؤمنين تألّفوا وتعاطفوا » [1] . وألفتُ الشيء ألْفاً : لزمته [2] . ومن هذا جاء قوله تعالى : ( لإيلاف قريش ) [3] . وفلان من المؤلّفين ، أي من أصحاب الألوف . وقد ألّف فلان : صارت إبلُه ألْفاً [4] . وسمّي الألف العدد المخصوص بذلك لكون الأعداد فيه مُؤتَلِفَة [5] .
ومنه المؤلّفة قلوبهم بالعطية كأبي سفيان وأصحابه [6] .
[ ألق ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) في وصف الطاووس : « ومع فَتْقِ سَمْعِه خطٌّ كَمُسْتَدَقّ القَلَم في لون الأُقحوانِ ، أبيضُ يَقَقٌ ، فهو ببياضِه في سوادِ ما هُنَالِكَ يَأَتلِقُ » [7] .
الائتلاق : يقال : ألَقَ البرقُ يألِق ألْقاً ، وتألّق وائتلق يأتلق ائتلاقاً : لمع وأضاء . والإلاق : البرق الكاذب الذي لا مَطر فيه . ورجل إلاقٌ : خدّاع متلوّن شُبّه بالبرق الأُلّق ، وبرقٌ أُلَّق مثل خُلّب [8] . ومنه الحديث « اللهم إنّا نعوذ بك من الألْسِ والألْقِ والكِبْر والسَّخيمة » .
الألْق : الجنون ، أُلِقَ فهو مألوق . وقيل : الكذب ، أَلَقَ يأْلِق فهو آلِق : إذا انبسط لسانه بالكذب [9] . قال أبو عبيد : أمّا الأُلْق فإنّي لا أحسبه ، أراد إلاّ الأوْلَقُ : الجنون ، قال الأعشى :
وتُصبح من غِبّ السُّرَى وكأنّما * ألمّ بها من طائفِ الجنِّ أوْلَقُ [1] .
والإلْقة : السّعْلاة ، وقيل : الذئب . قال الليث : الإلقة تُوصف بها السَّعْلاة والذئبة والمرأة الجريئة لخبثهنّ . والألوقة : الزبدة ، وقيل : الزبدة بالرُطَب لتألّقها وبريقها [2] .
وفيه لغتان لُوْقة وألُوقة . وقد فسر أبو عبيد خبر عبادة بن الصامت « لا آكل إلاّ ما لُوّق لي » بأنّه مأخوذ من اللوقة ، أراد بقوله : لُيّن لي ، من الطعام حتّى يصير كالزُبْد في لينه ، يعني أنّه لا يقدر على غير ذلك من الكبر [3] .