الحديث : « ليس وراء الله مرمى » أي مقصد تُرمى إليه الآمال ، ويُوجَّه نحوه الرجاء ، تشبيهاً بالهدف الذي تُرمى إليه السهام [1] . وباعتبار الجور عن القصد كتب عليّ ( عليه السلام ) لمعاوية : « فدع عنك مَنْ مالت به الرَّميَّةُ » [2] . استعار لفظ الرميّة ، وكنّى بها عن الأُمور التي تقصدها النفوس وترميها بقصودها ، ونسب الميل إليها لأنّها هي الجاذبة للإنسان والمايلة الحاملة على الفعل [3] . وهذا مثل ضربة ( عليه السلام ) لمن مال عن الحقّ الذي جاء به ( عليه السلام ) . وباعتبار الصواب بالقصد في تقوى اللّه قال عليّ ( عليه السلام ) : « وإليه مَرامِي مَفْزعِكُم » [4] .
[ رنق ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « فإنّ الدنيا رَنِقٌ مَشْرَبُها » [5] .
الرَّنْق : تراب في الماء من القذى ونحوه ، وماء رنق : كَدِر . يقال : رَنَقَ الماءُ رَنْقاً ورُنُوقاً وَرَنِقَ رَنقاً ، فهو رَنِق ورَنْق ، بالتسكين ، وترنّق : كَدر . ورنّقه هو وأرنقه إرناقاً وترنيقاً : كدّره . والرّنقةُ : الماء القليل الكدِر يبقى في الحوض ، وصار الطينُ رنقة واحدة ، إذا غلب الطين على الماء . والترنيق : قيام الرجل لا يدري أيذهب أم يجئ ، ورنّق اللواء ، كما يقال : رنّق الطائرُ ، وأرنق الرجل ، إذا حرّك لواءه للحملة . ورنّقت السفينة ، إذا دارت في مكانها [1] .
ومنه الخبر في ذكر النّفخ في الصور : « ترتجُّ الأرض بأهْلها فتكون كالسفينة المرَنّقة في البحر تضربها الأمواج » . وحديث سليمان ( عليه السلام ) : « احشروا الطير إلاّ الرَّنقاء » . الرنقاء : هي القاعدة على البيض [2] . والترنيق : إدامة النظر ، لغة في الترميق والتدنيق ، ولقيت فلاناً مرنّقة عيناه ، أي منكسر الطرف من جوع أو غيره [3] . والرنقاء من الأرض : التي لا تنبتُ شيئاً ، وجمعها رنقاوات [4] .
[ رهب ] في حديث عليّ ( عليه السلام ) : « ألا فاعملوا في الرَّغبة كما تعملون في الرَّهْبَةِ » [5] .
الرهبة : يقال : رَهِب رَهَباً ، من باب تعب ، خاف ، والاسم الرّهبة فهو راهب من الله ، والله مرهوب ، والأصل مرهوب عقابه [6] وفي