كنايةٌ عن الهزيمة [1] . واستعاره ( عليه السلام ) لانقضاء العمر ودنوه نحو الهرم والفناء بقوله : « إذا كَنتَ في إدبارِ ، والمَوتُ في إقبال ، فَمَا أسْرَعَ المُلتقى » [2] . ودبّرتُ الأمر تدبيراً : فعلته عن فِكر ورويّة ، وتدبّرته تدبّراً : نظرتُ في دُبُره ، وهو عاقِته وآخره . والدَّبور ، وزان رسول ، ريحٌ تَهُبُّ من جهة المغرب تقابل الصَّبا ، ويقال : تُقبل من جهة الجنوب ذاهبةً نحو المشرق [3] .
وسُميت دَبوراً لأنّها تجيء من دُبُر الكعبة ، يقال : دَبرت الريحُ تدْبَرُ دُبوراً ، كذا قال الأصمعي . ودَبَر السهم الهدف يَدْبُره دَبراً ودُبوراً ، إذا سقط وراءه .
والدَّبْر : قطعة تغلظ في البحر كالجزيرة يعلوها الماءُ ويَنْضُب عنها . والدَّبْر : النَّحْلُ ، الواحدة دَبْرة . ودابرة الإنسان : عُرقوبه . والدابرة : دابرة النسر وما أشبهه من الطير ، وهي الإصبع التي في مؤخّر رجله ، والجمع دوابر . وشاة مُقَابَلَة مُدابرَة ، المدابرة : التي تُشقُّ أُذنها من قبل قفاها ، وكذلك النوق [4] . ومنه جاء حديث عليّ ( عليه السلام ) : « أمرنا رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) في الأضاحي أن نستشرف العين والأذن ، ونهانا عن الخرقاء والشرقاء والمُقاَبَلة والمدابَرة [5] .
وفي كتاب عليّ ( عليه السلام ) إلى عثمان بن حنيف الأنصاري مبيّناً زهده في الدنيا : « ولا حُزْتُ من أَرْضها شِبراً ، ولا أَخَذْتُ منه إلاّ كقُوتِ أتان دَبِرَة » [1] .
الدّبَر ، بالتحريك : الجرح الذي يكون في ظهر الدابّة . والمدبور : المجروح . والدّبرة ، بالتحريك : قَرْحَةُ الدابّة والبعير ، والجمع دَبَرٌ وأدبارٌ مثل شجرة وشجَر وأشجار [2] .
والأتان الدبرة يكون علفها قليلاً ، كما يفيد ظاهر النصّ ذلك . وقد وصف عليّ ( عليه السلام ) أصحابه المتقاعسين عن الجهاد بالجمل الأدبر بقوله : « وتَثاقَلْتُم تَثاقُلَ النِّضْو الأدْبَرِ » ( 3 ) .
والدابرُ يقال للمتأخّر والتابع ، إمّا باعتبار المكان أو باعتبار الزمان ، أو باعتبار