ولدى البحث والتحقيق نجد علماء الخاصّة قد بذلوا جهداً كبيراً في هذا المضمار ، فالحسن بن محبوب السرّاد المتوفّى سنه 224 يُعتبر من الأوائل الذين صنّفوا في هذا العلم ، فكتاب المشيخة الذي صنّفه ينبئ أنّ هذا الرجل كان على اطلاع كبير ومعرفة لغوية واسعة ، اقتبسها من منبع العلوم عليّ بن موسى الرضا ( عليه السلام ) ، قال الشيخ الطوسي في وصفه : كوفي ثقة روى عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) ، وروى عن ستين رجلاً من أصحاب الصادق ( عليه السلام ) ، كان جليل القدر ويُعدُ في الأركان الأربعة في عصره ، اجتمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنه والإقرار له بالفقه [1] .
وعندما نقرأ كتاب مستطرفات السرائر للعلامة أحمد بن إدريس الحلّي المتوفّى 598 ه ، في الفصل الذي استطرفه عن كتاب المشيخة لابن محبوب ، نجد نصوصاً وإشارات لهذا الرجل تفيد بأنّه كان متنبهاً ومرتاداً لهذا العلم ، كما في الصفحة 84 من كتاب المستطرفات قال : إمّعة : مكسورة الألف مشدّدة الميم المفتوحة والعين غير المعجمة .
وقال في الصفحة 89 : الجعرور : ثمرة عظيمة النوى قليلة اللحاء [2] . ولأهمّية كتاب المشيخة انتخب الشهيد الثاني زين الدين الجبعي العاملي ، المتوفى 965 ه منه بخطه قرب ألف حديث [3] . وقد بوّبه أبو سليمان القمّي داوود بن كورة على معاني الفقه [4] .
وللشيخ محمد بن علي بن بابويه القمي المتوفى سنة 338 ه أثر ملموس في هذا العلم وقد كان كتاب معاني الأخبار بمثابة قاموس علمي مهم لغريب كلمات أهل البيت ( عليهم السلام ) ومعاني ألفاظهم وأخبارهم ، إلاّ أنّه لم يرتّب حسب الترتيب الهجائي للحروف ، وكان نهج