المقدمة الحمد لله الذي أنزل القرآن ، وعلّم عبده البيان ، وبعث نبيّه المصطفى هدى ورحمةً للإنس والجان ، وجعل وصيّه قسيم الجنّة والنيران .
عرف المسلمون ، ممّن أُعطي العقل والدراية منهم ، أنّه لا بدَّ لهم من جمع فصيح اللغة العربية وغريبها في معجم يُرجع إليه ليتسنى لهم فهم ومعرفة لغة القرآن الكريم ، والحديث الذي جاء مكملاً لكلام الله تعالى ومبيّناً له ، لذا كان الاهتمام لديهم أوّلاً بألفاظ اللغة العربية فكان الخليل بن أحمد الفراهيدي المتوفّى 170 ه‌ رائداً في تأليف معجم لغريب اللغة العربية والذي أسماه الخليل نفسه ب‌ « العين » مرتباً مواد المعجم بحسب مخارج الحروف ، ثمّ توالى من بعده العلماء في تصانيف أُسميت المعاجم ، بعضها رُتب على حروف المعجم باعتماد آخر الكلمة بدلاً من أولها كالجوهري إسماعيل بن حماد المتوفى 393 ه‌ في الصحاح ، وابن منظور الأفريقي المتوفى 711 ه‌ وغيرهم ، ثمّ اعتماد أوائل الكلمات بدلاً من أواخرها كما ذهب الزمخشري المتوفى 538 ه‌ في أساس البلاغة ، وغيره ، وكان هذا الترتيب أفضل ترتيب وأسهل للباحث لذا في أخذ الشيوع والانتشار ، وكان ترتيب هذا المعجم على هذا النهج . . .
وقد كانت الحركة المعجمية الأُولى عامة لم تأخذ طابعها التخصصي في التصنيف إلى حين ، وبامتداد الأيّام ، والتباعد عن عصر الفصاحة ، واتساع مدارك المسلمين ونمو ثقافتهم العلمية نشأت الحاجة لديهم لتصنيف معاجم تتناول غريب ألفاظ القرآن وغريب ألفاظ الحديث نظراً لغنى هذه الألفاظ وشمولها ولكونها أثرت اللغة العربية ووسعت من آفاق استعمال المفردات ، فحتّى الصحابة كانوا يعانون من مشكلة غريب