ابن عمر لأنه النبي [ صلى الله عليه وسلم ] قال : ' ليليني منكم أولو الأحلام والنهى ' .
فكان ابن عمر خلف ذلك .
قال الشافعي :
/ وإنما أراد صاحب هذا - والله أعلم - بقوله رواه عن ابن عمر ليوهم العامة أن ابن عمر لم يروه عن النبي [ صلى الله عليه وسلم ] وقال علي وابن مسعود أعلما بالنبي [ صلى الله عليه وسلم ] من ابن عمر .
وقوله لا يثبت عن علي وابن مسعود وإنما رواه عن عاصم بن كليب عن أبيه .
فأخذوا برواية عاصم بن كليب فيما روي عن أبيه عن علي وترك ما روى عاصم عن أبيه عن وائل بن حجر :
أن النبي [ صلى الله عليه وسلم ] رفع يديه كما روى ابن عمر .
ولو كان هذا ثابتا عنهما كان يشبه أن يكون رآهما مرة أغفلا فيه رفع اليدين .
ولو قال قائل : ذهب عنهما حفظ ذلك عن النبي [ صلى الله عليه وسلم ] وحفظ ابن عمر لكانت له حجة .
لأن الضحاك بن سفيان قد حفظ على المهاجرين والأنصار وغيره أولى بالحفظ منه .
والقول قول الذي قال : رأيته فعل لأنه شاهد ولا حجة في قول الذي قال : لم يره .
قال : والذي يحتج علينا بهذا القول : في الأحاديث والشهادات من قال : لم يفعل فلان فليس بحجة . ومن قال : فعل فهو حجة لأنه شاهد والآخر قد يغيب عنه ذلك أو يحضره فينساه .
وقد روى هذا عدد عن رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] سوى ابن عمر .