responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كتاب الرضا عن الله بقضائه نویسنده : ابن أبي الدنيا    جلد : 1  صفحه : 66


فنزل لقمان ، ونزل ابنه فجعلا يشتدان على سوقهما ، فبينما هما كذلك إذا نظر لقمان أمامه ، فإذا هو بسواد ، ودخان ، فقال في نفسه : السواد سحر ، والدخان عمران وناس ، فبينما كذلك يشتدان إذ وطئ ابن لقمان على عظم ناتئ على الطريق ، فدخل من باطن القدم حتى ظهر من أعلاها فخر ابن لقمان مغشيا عليه ، فحانت من لقمان التفاتة فإذا هو بابنه صريع ، فوثب إليه فضمه إلى صدره ، واستخرج العظم بأسنانه ، واشتق عمامة كانت عليه فلاث بها رجله ، ثم نظر إلى وجه ابنه فذرفت عيناه فقطرت قطرة من دموعه على خد الغلام ، فانتبه لها ، فنظر إلى أبيه وهو يبكى فقال : يا أبة أنت تبكي ، وأنت تقول هذا خير لي ، كيف يكون هذا خير لي وأنت تبكي ؟ وقد نفد الطعام والماء ، وبقيت أنا وأنت في هذا المكان ، فإن ذهبت وتركتني على حالي ذهبت بهم ، وغم ما بقيت ، وان أقمت معي متنا جميعا ، فكيف عسى أن يكون هذا خير لي وأنت تبكي .
قال : أما بكائي يا بني فوددت أني أفتديك بجميع حظي من الدنيا ، ولكني والد ، ومني رقة الوالد ، وأما ما قلت : كيف يكون هذا خير لي ، فلعل ما صرف عنك يا بني أعظم مما ابتليت به ولعل ما ابتليت به أيسر مما صرف عنك ، فبينا هو يحاوره ، إذا نظر لقمان هكذا أمامه فلم ير ذلك الدخان والسواد فقال في نفسه : لم أر ثم شيئا ؟ قال : قد رأيت ، ولكن لعل أن يكون قد أحدث ربى بما رأيت شيئا .

نام کتاب : كتاب الرضا عن الله بقضائه نویسنده : ابن أبي الدنيا    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست