" إن الحديث الحسن لغيره ، وكذا الحسن لذاته من أدق علوم الحديث وأصعبها لان مدارهما على من اختلف العلماء في رواته ، ما بين موثق ومضعف ، فلا يتمكن من التوفيق بينهما أو ترجيح قول على الأقوال الأخرى إلا من كان على علم بأصول الحديث وقواعده ، ومعرفة قوية بعلم الجرح والتعديل ( 9 ) ومارس ذلك عمليا مدة طويلة من عمره ( 10 ) ، مستفيدا من كتب التخريجات ، ونقد الأئمة النقاد ، عارفا بالمتشددين منهم والمتساهلين ، ومن هم وسط بينهم ، حتى لا يقع في الافراط والتفريط ، وهذا أمر صعب ، قل من يصير له [11] ، وينال ثمرته فلا جرم أن صار هذا العلم غريبا بين العلماء ، والله يختص بفضله من