إلا بالله . ويعبر أهل اللغة عن هذه الكلمة بالحوقلة والحولقة ( العلي ) الذي لا رتبة إلا وهي منحطة عن رتبته ( العظيم ) عظمة تتقاصر عنها الأفهام لما غلب عليها من الأوهام . قال الحراني ونظم الاسمين هكذا دال على أنه أريد بالعظم علو الرتبة وبعد المنازل عن إدراك العقول ( فإن الله تعالى يصرف ما شاء من أنواع البلاء ) إن تلفظ بها بصدق وقوة إيقان بما أخبر به الشارع من المضار والمنافع ( ابن السني في عمل يوم وليلة عن علي ) قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا علي : ألا أعلمك كلمات إذا وقعت في ورطة قلتها ؟ قلت بلى جعلني الله فداءك . فذكره .
897 - ( إذا وقعتم في الأمر العظيم ) أي الصعب المهول ( فقولوا ) ندبا عند ذلك ( حسبنا الله ) أي كافينا ( ونعم الوكيل ) الموكل إليه ، لأن فيه رفضا للأسباب واستغناء بمسببها ، ومن اكتفى به لم يخيبه ، بل يكشف همه ويزيل غمه . ولو أن أحدا التجأ إلى ملك من ملوك الدنيا لهابه طالبه وكف عنه إعظاما للملتجئ إليه ، فكيف بمن يحتسب برب العالمين ويكتفي به عن الخلق أجمعين ؟ ولا تدافع بين هذا وما قبله ، لأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يختلف جوابه باختلاف السائلين والمخاطبين ، فيجيب كل واحد بما يناسبه ( ابن مردويه ) في تفسيره ( عن أبي هريرة ) بسند ضعيف .
898 - ( إذا وقع في الرجل ) بالبناء للمفعول ، والرجل غالبي : أي سب واغتيب ( وأنت في ملأ ) أي جماعة فيهم من وقع فيه ، وخص الوقوع في الملأ لأهمية الرد لا لإخراج غيره ، فلو كان مع واحد فكذلك ( فكن للرجل ناصرا ) أي مقويا مؤيدا رادا عليهم ما قالوه ( وللقوم زاجرا ) أي مانعا عن الوقيعة فيه ( وقم عنهم ) أي انصرف عن المحل الذي هم فيه إن لم ينتهوا عن ذلك المنكر ، فإن المقر على الغيبة بمنزلة الفاعل ، وقد ينزل عليهم سخط فيصيبك ، قال الغزالي : جوارحك عندك أمانة . فاحذر أن تصغي بها إلى خوض في باطل أو ذكر مساوئ الناس ، فإنما جعلت لك لتسمع بها كلام الله ورسوله وحكمه ، فإذا أصغيت بها إلى المكاره صار ما كان لك عليك ( ابن أبي الدنيا في ذم الغيبة عن أنس ) 899 - ( إذا ولى ) بفتح فكسر ، وفي رواية إذا كفن ( أحدكم أخاه ) في الدين أي تولى أمره