المبحث الثالث توثيق النسخة :
بعد أن تأكد لدينا أن للبيهقي كتابا بعنوان " فضائل الأوقات " لم يبق إلا أن نثبت اقتباسات المؤلفين ونقولهم عن الكتاب ونسبتها إليه .
فالأول : هو تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكي الذي قال : ( ذكره البيهقي في " فضائل الأوقات " في الكلام على صوم رجب ، بعد ما ذكر حديث : أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم رجب كله ، وضعفه ، ثم قال : إن صح فهو محمول على التنزيه ، لأن الشافعي قال في القديم : " وأكره أن يتخذ الرجل صوم شهر يكمله من بين الشهور كما يكمل رمضان " قال : " وكذلك يوما من بين الأيام " قال : " وإنما كرهته ألا يتأس جاهل فيظن أن ذلك واجب ، وإن فعل فحسن " .
قال البيهقي : فبين الشافعي جهة الكراهية ثم قال : " وإن فعل فحسن " ، وذلك لأن من العلم العام فيما بين المسلمين ألا يجب بأصل الشرع صوم غير صوم رمضان ، فارتفع بذلك معنى الكراهية ) .
والثاني : هو الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي ، في كتابه تفسير القرآن العظيم قال : ( وروى البيهقي في كتابه " فضائل الأوقات " عن علي أثرا غريبا في نزول الملائكة ومرورهم على المصلين ليلة القدر وحصول البركة للمصلين ) .