التعديل وإن كان مبهما ا ه . ونصوصهم في هذا كثيرة ذكرت بعضها في " إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون " [1] وبسطتها أيضا في غيره ، وإذا عرفت هذا فالجرح في عبد السلام بن صالح كله من هذا القبيل ، لم يذكر أحد من الجارحين له سببا لجرحه حتى ينظر فيه هل هو مقبول أو مردود ، على أن قرائن أحوالهم دلت على سبب جرحهم إياه وقد أبطلناه بما لا مزيد عليه إن شاء الله ، ومن هذه الوجوه تعرف صحة حكم الحافظ في التقريب حيث اعتمد أنه صدوق [2] وطرح كل ما قيل فيه فالحمد لله رب العالمين .
[ فصل ] وهنا أمور يجب التنبيه عليها :
( الأول ) : زعم الدارقطني أن عبد السلام بن صالح كان رافضيا خبيثا ، وهذا منه غلو وإسراف فإن الرافضي هو من كان يحط على الشيخين كما ذكره الذهبي في الميزان ، والحافظ في التهذيب [3] وغيرهما ، ولم يكن عبد السلام بن صالح كذلك فقد تقدم عنه أنه كان يقدم أبا بكر وعمر ويترحم على علي وعثمان ولا يذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله إلا بالجميل ، وصرح بأن هذا مذهبه الذي يدين الله به ، فكيف يكون هذا رافضيا وقد نقل الحافظ في اللسان عن ياقوت أنه قال في أحمد بن طارق الكركي : كان رافضيا ، ثم تعقبه بقوله : وياقوت متهم بالنصب فالشيعي عنده رافضي ا ه [4] .
( الثاني ) : قال العقيلي : إنه كذاب ، وهذا القول لم يسبقه إليه