السير والأخبار في ذلك [1] ، ولهذا صرح ابن حزم وجماعة بأنه موضوع وقد أجاب عنه جماعة بأجوبة متعددة ليس فيها ما يساوي سماعه أورد جميعها ابن القيم في " جلاء الأفهام " [2] وبين بطلانها ، والحق أنه موضوع حصل عن سهو وغلط لا عن قصد وتعمد ، والموضوع الذي هو من هذا القبيل موجود في الصحيحين كما نقل الحافظ شمس الدين ابن الجزري في " المصعد الأحمد " [3] عن ابن تيمية أنه قال : إن الموضوع يراد به ما يعلم انتفاء مخبره وإن كان صاحبه لم يتعمد الكذب بل أخطأ فيه وهذا الضرب في المسند منه بل وفي سنن أبي داود والنسائي ، وفي صحيح مسلم والبخاري أيضا ألفاظ في بعض الأحاديث من هذا الباب ا ه .
وكحديث الإسراء الذي رواه البخاري ومسلم [4] من رواية شريك فإن فيه زيادات باطلة مخالفة لما رواه الجمهور وهم فيها شريك إلا أن مسلما ساق إسناده ولم يسق لفظه ، وكالحديث الذي رواه البخاري من حديث أبي هريرة مرفوعا : يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة الحديث ، وفيه : فيقول إبراهيم : يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون فأي خزي أخزى من أبي ، إلا بعد الحديث فقد طعنوا فيه بأنه مخالف لقوله تعالى : " وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه " [5] .