وقد حكى البرقي في " الطبقات " [1] : إن مالكا سئل كيف رويت عن داود بن الحصين ، وثور بن زيد ، وذكر غيرهما ، وكانوا يرمون بالقدر فقال : كانوا لأن يخروا من السماء إلى الأرض أسهل عليهم من أن يكذبوا كذبة ، كما قال الشافعي في حق إبراهيم بن يحيى [2] القدري الشيعي وقيل فيه أيضا : رافضي لما سئل عن الرواية عنه لأن يخر إبراهيم من جبل أحب إليه من أن يكذب وكان ثقة في الحديث ، ولهذا كان يقول : حدثنا الثقة في حديثه المتهم في دينه ، كما كان ابن خزيمة يقول في عباد بن يعقوب [3] أحد رجال البخاري : حدثنا الصادق في روايته المتهم في دينه ، وهذا أحمد بن حنبل يبالغ في التنفير من الرواية عنهم والتشديد فيها حتى كان يمنع ولده عبد الله من الكتابة عمن أجاب في المحنة كما سبق ، ثم يروي عن كثير منهم ويحتج لمذهبه بأحاديثهم حتى احتج بغلاتهم كعمران بن حطان ، وتلميذه صالح بن سرح ورشيد الهجري وجابر الجعفي وأضرابهم من أهل الغلو وكم لهم من نظير في مسنده [4] .
وقد روى عن عبد الرزاق ما لعله يبلغ نصف مسنده [5] وفي عبد الرزاق يقول ابن معين : لو ارتد عبد الرزاق ما تركنا حديثه كما نقله الذهبي عن الحاكم في ترجمة ابن رميح من " طبقات الحفاظ " [6] وقد سأل عبد الله بن أحمد أباه فقال له : لم رويت عن أبي معاوية الضرير