وساقين ورجلين ( 87 ) ، وقالوا : ما سمعنا بذكر الرأس . وقد أخذوا بالظاهر في الأسماء والصفات فسموها بالصفات تسمية مبتدعة .
ولا دليل لهم في ذلك من النقل ولا من العقل . ولم يلتفتوا إلى النصوص الصارفة عن الظواهر إلى المعاني الواجبة لله تعالى . ولا إلغاء ما توجبه الظواهر من صفات الحدث أو من صفات الحدوث ، ولم يقنعوا أن يقولوا : صفة فعل ، حتى قالوا : صفة ذات . ثم لما أثبتوا أنها صفات ، قالوا : لا نحملها على توجيه اللغة ، مثل يد ، على نعمة وقدرة ، ولا مجئ وإتيان على معنى بر ولطف ، ولا ساق على شدة . بل قالوا : نحملها على ظواهرها المتعارفة ، والظاهر هو المعهود من نعوت الآدميين ، والشئ إنما يحمل على حقيقته إن أمكن ، فان صرف صارف ، حمل على المجاز ، ثم يتحرجون من التشبيه ، ويأنفون من إضافته إليهم ، ويقولون : نحن أهل السنة ، وكلامهم صريح في التشبيه ، وقد تبعهم خلق من العوام ، وقد نصحت التابع والمتبوع ، وقلت لهم :
يا أصحابنا أنتم أصحاب نقل واتباع ، وإمامكم الأكبر أحمد بن