responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فتح المعين نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 39


نقد باب خلق الله الفردوس بيده وروى حديث أنس بن مالك : أن النبي ( ص ) قال : ( إن الله عز وجل خلق الفردوس بيده ، وحظرها على كل مشرك ، ومدمن خمر سكير ) ( 44 ) .
هذا غلو في الإثبات بدون تعقل ، فهذا الحديث ومثله ، كحديث ( إن الله خلق جنة عدن بيده ) ( 45 ) ، وحديث ( خلق الله آدم بيده ) ( 45 ) ، وقوله تعالى :
( يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ) ، هذه كلها ، لا تثبت اليد صفة لله ، بل هي تدل على العناية والتخصيص ، فإن الله كنى عن عنايته بالفردوس بأنه خلقها بيده ، وكذلك جنة عدن ، وبين عنايته بآدم ، وتخصيصه بالعلم والخلافة في الأرض ، بأنه خلقه بيديه ، ردا على إبليس الذي امتنع من السجود لآدم عليه السلام ، وليس كل ما يذكر في الآيات والأحاديث ، على وقول العلماء : ( المسلمون تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم ) وقول الله تعالى :
( إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ) ، فهل للعذاب يد حقيقة كما يتوهم الهروي وأمثاله ؟ !
( 44 ) لم أقف عليه .
( 45 ) هاتان العبارتان في حديث واحد رواه البيهقي في الأسماء والصفات ص ( 318 ) بتحقيق الإمام الكوثري بلفظ : ( إن الله عز وجل خلق ثلاثة أشياء بيده ، خلق آدم بيده ، وكتب التوراة بيده ، وغرس الفردوس بيده ، ثم قال : وعزتي لا يسكنها مدمن خمر ولا ديوث فقالوا يا رسول الله قد عرفنا مدمن الخمر فما الديوث ؟ قال : الذي ييسر لأهله السوء ) قال البيهقي : وهذا مرسل - قلت : ومنكر - وفيه ان ثبت دلالة على أن الكتب ههنا بمعنى الخلق ، وإنما أراد خلق رسوم التوراة ، وهي حروفها ، واما المكتوب فهو كلام الله عز وجل ، صفة من صفات ذاته ، غير بائن منه . اه‌ أي غير منفصل عنه . وأما حكمنا عليه بأنه منكر فلأنه حصر هذه الثلاثة بأنها مخلوقة بيد الله مع أن الله تعالى قال : ( أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما ) .
والحديث مذكور أيضا في كتاب الصفات المنسوب للدارقطني الذي لم يثبت أنه من تصنيف الدارقطني لأن في سنده كذبان وضاعان العشاري وابن كادش الحنبليان وقد علق الدكتور الفقيهي على الحديث ص ( 45 ) فقال : رواه البيهقي في الأسماء والصفات ص 318 . ولم يذكر الفقيهي أنه مرسل سترا على الحديث وتدليسا فتأمل * .

نام کتاب : فتح المعين نویسنده : حسن بن علي السقاف    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست