وحكى البيهقي عن شيخه الحاكم النيسابوري ، وناهيك به معرفة بعلم الحديث وعلى أحوال رواته مطلع ، أنه قال : الجندي مجهول وابن أبي عياش متروك وهذا الحدث بهذا الإسناد منقطع .
وقد نقل علماء الحديث في حق الإمام المهدي من الأحاديث ما لا يحصى كثرة ، وكلها معرضة بذكره ومصرحة ، وفي ذلك أدل دليلي على ترجيحها على هذا الحديث المنكر عند من كان له بهذا الفن خبرة وبعضها لبعض مصححة .
وقد ذكر الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم في كتابه المستدرك على الصحيحين من ذلك ما فيه غنية ، ونبه على ترجيح رواته الجم الغفير من كان له في ذلك بغية .
ولما انتهى في كتابه إلى ذكر هذه الرواية ، بين حالها لمن له فهم ودراية ، فقال قد ذكرت ما انتهى إلي من علم هذا الحديث تعجباً لا محتجاً به ، وهذا غاية التوهين .
ثم قال : فإن أولى من هذا الحديث حديث سفيان الثوري وشعبة وزائدة وغيرهم من أئمة المسلمين ، عن عاصم بن بهدلة ، عن زر بن حبيش ، عن ابن مسعود ، عن النبي الصادق الأمين ، أنه