وترادفت الفتن وكثرت المهالك ، فجمحت النفوس إلى كشف هذه الغمة عن الأمة ، وجنحت القلوب إلى شغب صدع هذه الصدمة وقلنا : وكيف السبيل إلى الخلاص ، ولات حين مناص .
فزعم بعضهم أن نار الحرب لا تزداد إلا تضرماً واستعارا ، ولا يزداد الأمر إلا شدة ولا الدنيا إلا إدباراً ، وأصر على عدم مفارقة هذا المعنى ، وتشبت بأذيال الأحاديث الواردة في هذا المعنى ، فقالت له : نحن نسلم صحة هذه الأحاديث ونتلقاها بالسمع والطاعة ، لكن ليس فيها ما يدل على استمرار هذا الأمر إلى أن تقوم الساعة ، ولعل زواله يكون عند خروج الإمام المهدي ، واضمحلاله منوط بظهور سره المخفي ، فقد بشرت بظهوره أحاديث جمة ، ودونتها في كتبهم علماء هذه الأمة ، وإن الله تعالى يبعث من يمهد لولايته تمهيداً يتهدم له شوامخ الأطواد ، ويجمع على موالاته الحاضر والباد ، فيملك الأرض حزناً وسهلاً ، ويملأها قسطاً وعدلاً ، وتكشف له كنوزها عن الغظا ، فيوقع فيها