في أنه قد قل الموالي من الناس وكثر الخوان ، وارتفعت الأسعار وقلت البركات ، وتوالت الأكدار وكثرت الآفات ، وتقطبت وجوه الآمال وقد كانت مستنيرة مستبشرة ، واكفهرت تغور الأيام وطال ما كانت ضاحكة مسفرة ، وتكدرت مشارع الآلاء وقد كانت صافية ، وتقلصت سوابغ النعماء بعد ما كانت صافية ، وتظاهر بالمنكرات الفاجر والبر ، وظهر الفساد في البر والبحر ، وفقد من يقصد إليه في الحوائج إذا جلت ، وعدم من يعول عليه في الجوانح إذا حلت ، وقل من يعود به كل هارب وراهب ، وعز من يلوذ به كل طالب وراغب ، وكثرت الشحناء بين الأقارب والأجانب ، ودارت رحى الحرب الزبون من كل جانب ، وعمت الأنام الحيرة والذلة عموم المطر ، وأحاط بهم الرعب والخذلان إحاطة الهالة بالقمر ، وعم عدوان المارقين وانتشر شرهم ، وعيل صبر المتقين وعال ضرهم ، وتقطعت السبل وانسدت المسالك ،