وأسلم ، فحدثني حديثاً وافق الذي كنت أحدثكم عن المسيح الدجال ، حدثني أنه ركب في سفينة بحرية ، مع ثلاثين رجلاً من لخم وجذام ، فلعب بهم الموج شهراً ، ثم أرفأوا إلى جزيرة في البحر ، حتى مغرب الشمس ، فجلسوا في أقرب السفينة ، فدخلوا الجزيرة ، فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر ، لا يذرون ما قبله من دبره .
فقالوا : ويلك ما أنت ؟ قالت : أنا الجساسة .
قالوا : وما الجساسة ؟ قالت : أيها القوم ، انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير ، فإنه إلى خبركم بالأشواق .
قال : لما سمت لنا رجلاً ، فرقنا منها أن تكون شيطانة .
قال : فانطلقنا سراعاً ، حتى دخلنا الدير ، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقاً ، وأشده وثاقاً ، مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد .