وأما المشاة على وجوههم فهم الكفار ويحتمل أن يكون بعضهم أعتى من بعض فهؤلاء يحشرون على وجوههم والذين هم أتباع يمشون على أقدامهم فإذا سيقوا من موقف الحساب إلى جهنم سحبوا على وجوههم قال الله عز وجل « يوم يسحبون في النار على وجوههم » وقال الذين يحشرون على وجوههم إلى جهنم أولئك شر مكانا وأضل سبيلا ويكونون في تلك الحالة عميا وبكما وصما قال الله تعالى ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم وقبل ذلك يكونون كاملي الحواس والجوارح لقوله تعالى يتعارفون بينهم وقوله « يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا » وسائر ما أخبر الله عز وجل عنهم من أقوالهم ونظرهم وسمعهم فإذا أدخلوا النار ردت إليهم حواسهم ليشاهدوا النار وما أعد لهم فيها من العذاب قال الله تعالى كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وسائر ما أخبر الله عنهم من أقوالهم وسمعهم ونظرهم فإذا نودوا بالخلود سلبوا أسماعهم قال الله عز وجل لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون وقد قيل إنهم يسلبون أيضا الكلام لقوله تعالى « اخسؤوا فيها ولا تكلمون » المؤمنون 108 وروينا عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قام في الناس فوعظهم فقال أيها