ارفع محمد وقل تسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأحمد ربي بمحامد يعلمنيه ثم اشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة حتى أرجع فأقول يا رب ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن أي وجب عليه الخلود رواه البخاري ومسلم من حديث هشام الدستوائي وغيره وفي حديث أبي عوانة عن قتادة يجمع الله الناس يوم القيامة وفي حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القصة قال يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد فيسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنو الشمس ويبلغ الناس من الغم والكرب مالا يطيقون وما لا يحتملون ثم ذكر هذه القصة قال البيهقي رحمه الله وهذا الحديث يجمع شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الجمع حتى يريحهم من مكانهم الذي بلغوا فيه من الغم والكرب ما لا يطيقون من طول القيام في الشمس ثم شفاعته لأهل الذنوب من أمته وفي رواية معبد بن هلال عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القصة ما دل علي أن ذلك لأهل الكبائر من أمته فإنه قال في حديث فأقول ربي أمتي أمتي فيقال انطلق فمن كان في قلبه مثقال حبة من برة أو شعيرة من إيمان فأخرجه منها وقال في المرة الثانية مثقال حبة خردل من إيمان وفي المرة الثالثة فمن كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه من النار 309 أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن أنس قال يشفع محمد صلى الله عليه وسلم حتى يخرج من النار من كان في قلبه مثقال شعيرة من خير ثم يشفع محمد صلى الله عليه وسلم حتى يخرج من النار من كان في قلبه مثقال خردلة من خير ثم يشفع محمد صلى الله عليه وسلم حتى يخرج من النار من كان في قلبه أدنى من شطر خردلة من خير قال البيهقي رحمه الله وفي كل ذلك دلالة على أنه يشفع لأهل الكبائر من أمته