responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شعب الإيمان نویسنده : أحمد بن الحسين البيهقي    جلد : 1  صفحه : 262


وأما المؤمنون يحاسبون فإن أعمالهم توزن وهم فريقان أحدهما المؤمنون المتقون لكبائر الذنوب فهؤلاء توضع حسناتهم في الكفة النيرة وصغائرهم إن كانت لهم في الكفة الأخرى فلا يجعل الله لتلك الصغائر وزنا وتثقل الكفة النيرة وترتفع الكفة الأخرى ارتفاع الفارغ الخالي فيؤمر بهم إلى الجنة ويثاب كل واحد منهم على قدر حسناته وطاعاته كما تلونا في الآيات التي ذكرناها في الموازين والآخر المؤمنون المخطئون وهم الذين يوافون القيامة بالكبائر والفواحش غير أنهم لم يشركوا بالله شيئا فحسناتهم توضع في الكفة النيرة وآثامهم وسيئاتهم في الكفة المظلمة فيكون يومئذ لكبائرهم التي جاؤوا بها ثقل ولحسناتهم ثقل إلا أن الحسنات تكون بكل حال أثقل لأن معها أصل الإيمان وليس مع السيئات كفر ويستحيل وجود الإيمان والكفر معا لشخص واحد ولأن الحسنات لم يرد بها إلا وجه الله تعالى والسيئات لم يقصد بها مخالفة الله وعناده بل كان تعاطيها لداعية الهوى وعلى خوف من الله عز وجل وإشفاق من غضبه فاستحال أن توازي السيئات وإن كثرت حسنات المؤمن ولكنها عند الوزن لا تخلو من تثقيل ويقع بها الميزان حتى يكون ثقلها كبعض ثقل الحسنات فيجري أمر هؤلاء على ما ورد به الكتاب جملة ودلت سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم على تفصيلها وهو قوله عز وجل إن الله يغفر الذنوب جميعا وقوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء النساء 116 فيغفر لمن يشاء بفضله ويشفع فيمن شاء منهم بإذنه ويعذب من شاء منهم بمقدار ذنبه ثم يخرجه من النار إلى الجنة برحمته كما ورد به خبر الصادق وقد دل الكتاب على وزن أعمال المخلطين من المؤمنين وهو قوله عز وجل ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين وإنما أراد والله أعلم أنه لا يترك له حسنة إلا توزن وهذا بالمؤمن

نام کتاب : شعب الإيمان نویسنده : أحمد بن الحسين البيهقي    جلد : 1  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست