أشرفت الملائكة على الدنيا فرأت بني آدم يعصون فقالوا يا رب ما أجهل هؤلاء ما أقل معرفة هؤلاء بعظمتك فقال الله تعالى لو كنتم في مسلاخهم لعصيتموني قالوا كيف يكون هذا ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال فاختاروا منكم ملكين قالوا فاختاروا هاروت وماروت ثم أهبطا إلى الدنيا وركبت فيهما شهوات بني آدم ومثلت لهما امرأة فما عصما حتى واقعا المعصية فقال الله عز وجل لهما فاختارا عذاب الدنيا أو عذاب الآخرة فنظر أحدهما إلى صاحبه فقال ما تقول قال أقول إن عذاب الدنيا ينقطع وإن عذاب الآخرة لا ينقطع فاختارا عذاب الدنيا فهما اللذان ذكرهما الله عز وجل في كتابه وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت الآية ورويناه من وجه آخر عن مجاهد عن بن عمر موقوفا عليه وهو أصح فإن بن عمر إنما أخذه عن كعب 164 أخبرنا أبو طاهر الفقيه ثنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمد بن يوسف قال ذكر سفيان عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله عن بن عمر عن كعب قال ذكرت الملائكة بني آدم وما يأتون من الذنوب قال فاختاروا منكم ملكين فاختاروا هاروت وماروت فقال لهما إني أرسل رسولي إلى الناس وليس بيني وبينكم رسل انزلا فلا تشركا بي شيئا ولا تسرقا ولا تزنيا قال عبد الله قال كعب فما استكملا يومهما الذي نزلا فيه حتى أتيا فيه ما حرم عليهما وهذا أشبه أن يكون محفوظا