سميعا بصيرا متكلما له الحياة والقدرة والعلم والإرادة والسمع والبصر والكلام لم يزل ولا يزال هو بهذه الصفات ولا يشبه شيء منها شيئا من صفات المصنوعات ولا يقال فيها إنها هو ولا غيره ولا هي هو وغيره ولا يقال انها تفارقه أو تجاوزه أو تخالفه أو توافقه أو تحله بل هي نعوت له أزلية وصفات له أبدية تقوم به موجودة بوجوده دائمة بدوامه ليست بأعراض ولا بأغيار ولا حالة في أعضاء غير مكيفة بالتصور في الأذهان ولا مقدورة بالتمثيل في الأوهام فقدرته تعم المقدورات وعلمه يعم المعلومات وإرادته تعم المرادات لا يكون إلا ما يريد ولا يريد ما لا يكون وهو المتعالي عن الحدود والجهات والأقطار والغايات المستغني عن الأماكن والأزمان لا تناله الحاجات ولا تمسه المنافع والمضرات ولا تلحقه اللذات ولا الدواعي ولا الشهوات ولا يجوز عليه شيء مما جاز على المحدثات فدل على حدوثها ومعناه أنه لا يجوز عليه الحركة ولا السكون والاجتماع والافتراق والمحاذاة والمقابلة والمماسة والمجاورة ولا قيام شيء حادث به ولا بطلان صفة أزلية عنه ولا يصح عليه العدم ويستحيل أن يكون له ولد أو زوجة أو شريك قادر على إماتة كل حي غيره ويجوز منه إفناء كل شيء غيره وإعادته الأجسام بعده وخلق أمثالها من غير قصر على حد قادر على كل شيء يتوهم على الانفراد حدوثه له الملك وله الحكم كل ما أنعم به بفضل منه وكل ما أكرمه عدل منه لا يجوز عليه جور ولا يصح منه ظلم 101 حدثنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبا أبو عبد الله محمد بن