قال البيهقي رحمه الله وروي من وجه آخر ضعيف عن بن عمرو قد أخرجناه في كتاب البعث والنشور وذكرنا انتظام هذه الكلمة مع ما أشرنا إليه من العقائد الخمس لأن من قال لا إله إلا الله فقد أثبت الله ونفى غيره فخرج بإثبات ما أثبت من التعطيل وبما ضم إليه من نفي عن التشريك وأثبت باسم الإله الإبداع والتدبير ونفى عنه التشبيه لأن اسم الإله لا يجب إلا للمبدع وإذا وقع الاعتراف بالإبداع فقد وقع بالتدبير لأن الإيجاد تدبير وإبقاءه وإحداث الاعراض فيه وإعدامه بعد إيجاده تدبير ولا يجوز أن يكون له من خلقه شبيه لأنه لو كان لوجب أن يجوز عليه من ذلك الوجه ما يجوز على شبيهه وإذا جاز ذلك عليه لم يستحق اسم الإله كما لا يستحقه خلقه الذي شبهه به فدل على أن اسم الإله والشبيه لا يجتمعان كما أن اسم الإله ونفي الإبداع لا يأتلفان وقد ذكر الحليمي رحمه الله تعالى حديث الأسامي وضم إليها من الأسامي ما ورد في غير ذلك الحديث وجعلها منقسمة بين العقائد الخمس ونحن قد نقلنا جميع ذلك في كتاب الأسماء والصفات وأضفنا إليه من الشواهد ومعرفة الصفات وتأويل الآيات المشكلات والأحاديث المشتبهات ما لا بد من معرفته من أحب الوقوف عليه رجع إليه إن شاء الله تعالى وقد ذكر الحليمي رحمه الله تعالى في إثبات حدث العالم وما يدل على ان له صانعا ومدبرا لا شبيه له من خلقه فصولا حسانا لا يمكن حذف شيء منها فتركتها على حالها ونقلت ها هنا من كلام غيره ما لا بد منه في هذا الباب .
فصل في معرفة الله عز وجل ومعرفة صفاته وأسمائه حقيقة المعرفة أن تعرفه موجودا قديما لم يزل ولا يفنى أحدا صمدا شيئا واحدا لا يتصور في الوهم ولا يتبعض ولا يتجزأ ليس بجوهر ولا عرض ولا جسم قائما بنفسه مستغنيا عن غيره حيا قادرا عالما مريدا