نام کتاب : شرح مسند أبي حنيفة نویسنده : ملا علي القاري جلد : 1 صفحه : 405
وفي المواهب اللدنية ، لما نزل صلى الله عليه وسلم بسرف خرج إلى أصحابه ، فقال : من لم يكن معه هدي ، وأحب أن يجعلها عمرة ، فليفعل - ومن كان معه هدي فلا . وحاضت عائشة فخرج عليها صلى الله عليه وسلم وهي تبكي ، فقال : ما يبكيك يا هنتاه ؟ قالت : سمعت قولك لأصحابك ، فطمثت العمرة ، قال : وما شأنك ؟ قالت : لا أصلي ، قال : فلا يضرك ، إنما أنت امرأة من بنات آدم ، كتب الله عليك ما كتب عليهن ، فكوني في حجك ، فعسى الله أن يرزقكيها ، أي العمرة ، رواه البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي . وفي رواية قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يذكر إلا الحج حين جئنا بسرف ، فطمثت ، فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي ، فقال : ما يبكيك ؟ فقالت : والله إني لوددت أني لم أكن خرجت العام ، فقال : مالك ، لعلك نفثت ، أي حضت ، قلت : نعم ، قال : هذا شئ كتبه الله على ابن آدم ، فافعلي ما يفعل الحاج ، غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري ، " الحديث " . وقد اختلف فيما أحرمت به عائشة ، كما اختلف ، هل كانت متمتعة ، أم مفردة ؟ أم قارنة ؟ وإذا كانت متمتعة ، فقيل إنها أولا أحرمت بالحج ، هو ظاهر الحديث ، لكن في حجة الوداع من المغازي عند البخاري من طريق هشام بن عروة ، عن أبيه ، قالت : وكنت فيمن أهل بعمرة ، وزاد أحمد من وجه آخر ، ولم أسق هديا ، وهذا يقوي قول الكوفيين أن عائشة تركت العمرة وحجت مفردة ، وتمسكوا في ذلك بقوله عليه الصلاة والسلام لها : " دعي عمرتك " . وفي رواية : ارفضي عمرتك لمسلم ، أمسكي ، أي عن عمرتك . وفي رواية : اقضي عمرتك ، وقد استدل الكوفيون بذلك على أن للمرأة إذا أهلت بالعمرة متمتعة ، فحاضت قبل أن تطوف أن تترك العمرة وتهل بالحج مفردة ، كما صنعت عائشة .
نام کتاب : شرح مسند أبي حنيفة نویسنده : ملا علي القاري جلد : 1 صفحه : 405