نام کتاب : شرح مسند أبي حنيفة نویسنده : ملا علي القاري جلد : 1 صفحه : 348
له مثل ذلك ) أي من الإقرار ، والرد ، كما فعل هنالك ( ثم أتاه الثالثة والرابعة فقال : إن الآخر قد زنى ، فأقم عليه الحد ، فسأل عنه ) أي عن حاله ( أصحابه ) أي أصحابه المخصوصين به العارفين بكسبه ( هل تنكرون من عقله ) أي شيئا من حاله ، فيكون مجنونا ، مخبوطا أو معتوها ( قالوا : لا ، قال : انطلقوا به فارجموا ) وذلك لأنه كان محصنا . ( قال ) : أي الراوي ( فانطلق به ) بصيغة المجهول ( فرجم بالحجارة ) لكن ذلك المقام قليل الحجارة ، فأتم له الرجم وحصل له زيادة الغم ( فلما أبطأ عليه القتل ) أي الموت بالرجم ( انصرف ) أي عن ذلك المكان ( إلى مكان كثير الحجارة ) تهوينا عليه وتسهيلا لمن حضر لديه في رجمهم إليه ، فقام فيه إتمام رجمه ( فأتاه المسلمون ) أي فتبعوه ( فرجموه بالحجارة حتى قتلوه ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : هلا خليتم سبيله ) أي هلا تركتم رجمه حين انصرف من محله ، فيه إشعار بأنه لو رجع عن إقراره قبل الجلد ، أو بعد ما أقيم عليه بعض حده ، سقط ، كما هو مذهبنا ، وهو المسطور في كتب الشافعية . وعن أحمد كقوله : وعن مالك في قبول رجوعه روايتان ، وعدم قبوله هو قول ابن أبي ليلى . ولنا أن الرجوع خبر يحتمله الصدق ، وليس أحد يكذبه فيه ، فيستحق به الشبهة في الإقرار السابق عليه ، فيندرئ بالشبهة ، لأنه أرجح من الإقرار السابق .
نام کتاب : شرح مسند أبي حنيفة نویسنده : ملا علي القاري جلد : 1 صفحه : 348