نام کتاب : شرح مسند أبي حنيفة نویسنده : ملا علي القاري جلد : 1 صفحه : 591
الله ) أي أكثر خلقه في الأرض ، فيه إيماء إلى قوله تعالى ( ولله جنود السماوات والأرض ) وإشارة إلى كثرته في قوله سبحانه ( يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر ) ( الجراد لا آكله ) أي لعدم موافقة طبعه له ( ولا أحرمه ) وأجمع المسلمون على إباحة أكله ، وقد قال عبد الله بن أبي أوفى في غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات ، نأكل الجراد ، ورواه البخاري وأبو داود ، وأبو نعيم ، وفيه : يأكله معنا ، يعني أحيانا ، فلا ينافي ما تقدم من قوله ، ولا آكله ، أي دائما ، لا بهذا الوقت ، ولا يبعد أن يحمل عدم أكله على الحضر ، وأكله في السفر إما للضرورة وإما موافقة لمن حضر . وروى ابن ماجة عن أنس قال : إنه قال : كن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يتناوبن الجراد في الأطباق وذكره ابن المنذر أيضا ، وليس فيه ما يدل على أكله عليه السلام بيقين ، ثم قال الأئمة الأربعة : يحل أكله سواء مات حتف أنفه ، أو بذكوة ، ونحوه ، عن أحمد : إذا قتله البرد لم يوكل ، وملخص مذهب مالك : إن قطعت رأسه حل ، وإلا فلا أحلت لنا ميتتان والدمان وكان سعيد بن المسيب يكره أكل ميت الجراد ، إلا إذا أخذ حيا ثم مات . والدليل على عموم حله ، قوله عليه السلام " أحلت لنا ميتتان والدمان ، أما الميتتان ، الحوت والجراد . وأما الدمان ، فالكبد والطحال " رواه أحمد والشافعي وابن ماجة والبيهقي والدارقطني عن ابن عمر مرفوعا . واختلف العلماء في قتل الجراد إذا دخل بأرض قوم وأصيد ، قيل لا يقتل ، لأنه خلق عظيم بأرض الله يأكل رزق الله .
نام کتاب : شرح مسند أبي حنيفة نویسنده : ملا علي القاري جلد : 1 صفحه : 591