نام کتاب : سؤالات حمزة نویسنده : الدارقطني جلد : 1 صفحه : 6
حرمه رسول الله مثل الذي حرم الله . ) وقال تعالى : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمر الله ان تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب اليم ) . ولقد اهتم المسلمون بحفظ سنة نبيهم ( صلى الله عليه وسلم ) ، فدونوها وحفظوها وفتشوا عن الطريق الذي وصلت إليهم الأحاديث منه . . فأنشأوا علم الجرح والتعديل . . أو علم معرفة أحوال الرجال من حيث قبول روايتهم أوردها . . ان علم الجرح والتعديل هو ميزة من مميزات الحضارة الاسلامية عن غيرها من الحضارات ، وسمة بارزة اتسم بها المسلمون عن غيرهم من الأقوام والشعوب . . ذلك أن قبول الاخبار ورواية الحديث في المجتمع المسلم لا يقبل من كل فرد . . . بل لا بد ان تتوفر في الناقل شروط وخصال حددها علماء الجرح والتعديل . . فعلم معرفة الرجال والبحث عن أحوالهم علم تفرد به المسلمون . . بل هم أول من ابتكر هذا الفن من الفنون . . . وما أحوج الحضارات الأخرى إلى هذا العلم . . فلو تساءلنا ما سبب انحراف اليهودية والنصرانية عن حقيقتها كأديان منزلة من عند الله سبحانه وتعالى ؟ لكان الجواب البديهي هو لكذب الرواة الذين نقلوا هذه الأديان لأممهم . في حين ان المسلمين حافظوا على حقيقة دينهم وأصالته بتحرزهم في نقل سنة نبيهم ( صلى الله عليه وسلم ) وعدم اخذهم الرواية الا بعد التأكد من صحتها وصدق راويها . . ان نشؤ علم الجرح والتعديل يعتبر استجابة طبيعية من المسلمين لتوجيهات الله تعالى ، وتعليمات نبيهم ( صلى الله عليه وسلم ) . قال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين . )
نام کتاب : سؤالات حمزة نویسنده : الدارقطني جلد : 1 صفحه : 6