وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا " متفق عليه .
قال أهل اللغة والغريب معنى " قوتا " : أي ما يسد الرمق .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
والله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع ، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع . ولقد قعدت يوما على طريقهم الذي يخرجون منه فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم فتبسم حين رآني وعرف ما في وجهي وما في نفسي ، ثم قال : " أبا هر " قلت : لبيك يا رسول الله . قال : " الحق " ومضى فاتبعته ، فدخل فاستأذن فأذن لي . فدخلت فوجد لبنا في قدح فقال : " من أين هذا اللبن ؟ " قالوا : أهداه لك فلان أو فلانة . قال :
" أبا هر " قلت : لبيك يا رسول الله . قال : " الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي " قال : وأهل الصفة أضياف الإسلام لا يأوون على أهل ولا مال ولا على أحد ، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا ، وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها . فساءني ذلك فقلت : وما هذا اللبن في أهل الصفة ! كنت أحق أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها ، فإذا جاءوا أمرني فكنت أنا أعطيهم ، وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن ، ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم بد ، فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت . قال : " أبا هر " قلت : لبيك يا رسول الله . قال : " خذ فأعطهم " قال : فأخذت القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح ، فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح فيشرب حتى يروى ثم يرد علي القدح حتى انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد روي القوم كلهم ، فأخذ القدح فوضعه على يده فنظر إلي فتبسم فقال : " أبا هر " قلت : لبيك يا رسول الله . قال :
" بقيت أنا وأنت " قلت : صدقت يا رسول الله . قال : " اقعد فاشرب " فقعدت فشربت . فقال : " اشرب " فشربت . فما زال يقول : " اشرب " حتى قلت : لا والذي