لما كان غزوة تبوك أصاب الناس مجاعة فقالوا : يا رسول الله لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وادهنا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " افعلوا " فجاء عمر رضي الله عنه فقال :
يا رسول الله إن فعلت قل الظهر ولكن ادعهم بفضل أزوادهم ثم ادع الله لهم عليها بالبركة لعل الله أن يجعل في ذلك البركة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نعم " فدعا بنطع فبسطه ثم دعا بفضل أزوادهم ، فجعل الرجل يجئ بكف ذرة ، ويجئ الآخر بكف تمر ، ويجئ الآخر بكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شئ يسير ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة ثم قال :
" خذوا في أوعيتكم " فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملئوه وأكلوا حتى شبعوا وفضل فضلة . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة " رواه مسلم .
417 وعن عتبان بن مالك رضي الله عنه وهو ممن شهد بدرا قال :
كنت أصلي لقومي بني سالم ، وكان يحول بيني وبينهم واد إذا جاءت الأمطار فيشق علي اجتيازه قبل مسجدهم ، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له : إني أنكرت بصري وإن الوادي الذي بيني وبين قومي يسيل إذا جاءت الأمطار فيشق علي اجتيازه ، فوددت أنك تأتي فتصلي في بيتي مكانا أتخذه مصلى . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سأفعل " فغدا علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه بعد ما اشتد النهار ، واستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذنت له ، فلم يجلس حتى قال : " أين تحب أن أصلي من بيتك ؟ " فأشرت له إلى المكان الذي أحب أن يصلي فيه ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر وصففنا وراءه فصلى ركعتين ثم سلم وسلمنا حين سلم ، فحبسته على خزيرة تصنع له ، فسمع أهل الدار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فثاب رجال