ابن عبد الهادي قوله : ( وقد اختلف المثبتون للنزول هل يلزم منه خلو العرش منه أم لا ؟ ) ( ص 304 ) .
وهذا الباطل لا تجده في نصوص الكتاب والسنة وما فاه به أحد من أئمة السلف ولا يبحثه إلا من لا يفرق بين الخالق والمخلوق ، تعالى الله عما يأفكون ليس كمثله شئ وهو السميع البصير .
ومن الآفات المردية انتصار الإنسان لشيخه ولو في خطأ بين في الأصول . ولشيخنا المحدث السيد عبد العزيز الغماري حفظه الله تعالى كلمة جامعة في بيان حال الصارم المنكى ذكرها في كتابه ( التهاني في التعقيب على موضوعات الصغاني ) فقال :
( وابن عبد الهادي ، سلك في ذلك الكتاب مسلك الافراط الخارج عن قواعد أهل الحديث ، فيجب الحذر منه زيادة على سوء الأدب في التعبير مع التقي السبكي الحافظ الفاقه وإتيانه في حقه بما لا يليق بأهل العلم سلوكه ، يضاف إلى ذلك ما أتى به من القول الفاسد والرأي الباطل والخروج عن سبيل السلف في ذلك ، وإن زعم أنه ينصر عقيدتهم ويكفيك من ذلك أنه ذكر الخلاف في مسألة النزول هل يخلو العرش من الرحمن عند نزوله في ثلث الليل أو لا ؟ وهذا مما لا ينبغي أن يذكره في كتاب إلا مشبه بليد لا يفقه ولا يدري ما يخرجه من رأسه ، وأين وجد عن السلف هذا التشبيه حتى يبني عليه الخلاف في خلو العرش أو عدم خلوه ) ا ه ( ص 49 ) .
ومع ذلك فلا نبخس ابن عبد الهادي ، والحق أقول ففي الكتاب فوائد ونكات وقواعد هامة دلت على موهبة وتمكن في الفن ولكنها ضاعت في أثناء جداله العنيف وانتصاره لشيخه في مقولة خاسرة ، بعكس كتابه المفيد ( التنقيح ) فإنه مشى فيه على طريق المحدثين بدون