responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 262


وفي لفظ أخرجه مسلم : " فتربوا في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل " .
قال العلماء هذا خطاب للناس بما يعلمونه ويفهمونه من الأخذ والتربية والنمو ، لما كان التناول باليد والقبض بالكف خاطبهم بما يعقلون ، وإنما جرى ذكر اليمين لأنها مرصدة لما عز من الأمور ، ومعنى التربية : المضاعفة .
الحديث الخمسون روى البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر الدجال فقال : " إلا أنه أعور وإن ربكم ليس بأعور " ( 201 ) .


( 201 ) رواه البخاري ( فتح 13 / 389 ) ومسلم ( 4 / 2248 برقم 101 ) وقال الحافظ ابن حجر في شرحه : " ولم أر في كلام أحد من الشراح في حمل هذا الحديث على معنى خطر لي فيه التنزيه وحسم مادة التشبيه عنه ، وهو أن الإشارة إلى عينه صلى الله عليه وسلم إنما هي بالنسبة إلى عين الدجال فإنها كانت صحيحة مثل هذه ثم طرأ عليها العور لزيادة كذبه في دعوى الإلهية ، وهو أنه كان صحيح العين مثل هذه فطرأ عليها النقص ولم يستطع دفع ذلك عن نفسه " ا ه‌ . وقال الإمام المحدث سيدي أبو الفضل الغماري في " فتح المعين " ص ( 37 ) ما نصه : " والحديث ليس فيه إثبات العينين لله ، فمن أين أتى بها الهروي ؟ ! إن كان فهم من قوله : إن ربكم ليس بأعور أنه يستلزم أن تكون له عينان فهذا غلط واضح ، فإن الصفات لله تعالى لا تثبت إلا بلفظ صريح في حديث صحيح . وقد جاء في القرآن إثبات ( أي إضافة ) العين لله مفردة كقوله تعالى : ( ولتصنع ) على عيني " ومجموعة كقوله سبحان : ( فإنك بأعيننا . . . ) ( واصنع الفلك بأعيننا ) ( تجري بأعيننا ) وهذا يدل على أن نسبة العين إلى الله معناه صفة البصر أو الحفظ والكلاءة ، وقال ابن حزم : لا يجوز لأحد أن يصف الله عز وجل بأن له عينين لأن النص لم يأت بذلك " ا ه‌ . قلت : ابن حزم توفي سنة ( 548 ) ه‌ والذي يظهر لنا أنه سليم العقيدة وأنه في هذا الأمر صاحب فهم ومعرفة إلا في مسألة واحدة وهي مسألة الولد ، فإنه قال : إن الله قادر على أن يتخذ ولدا وهذه المسألة قالها فرارا من قولهم المحال لا يتعلق بالقدرة مع قولنا ( والله على كل شئ قدير ) وهي مسألة خطيرة فاضحة قاصمة وقد رد عليه فيها المحدث عبد الله بن الصديق في رسالة خاصة سماها ( رفع الإشكال عن مسألة المحال ) أجاد فيها وأفاد في هذه المسألة جزاه الله عنا خيرا . وأما في الفروع الفقهية فلا يعول على ما يقوله ابن حزم البتة إلا ما وافق الدليل بعد التمحيص ، وأما ثناء بعضهم على كتابه " المحلى " كالعز وغيره فليس بشئ والله الهادي . والمتمسلفة من وقت الحراني إلى الآن تأخذ بشذوذاته - ابن حزم - الفقهية وتعرض عن عقيدته المستقيمة التي نعرفها منه للآن لأنه لا يوافقهم في المعتقد ، وهو وإن عاب على الأشاعرة إلا أنه موافق لهم في الجملة . وقال بعضهم : واجزم على التحريم أي جزم * والرأي ألا يتبع ابن حزم فقد أبيحت عنده الأوتار * والعود والطنبور والمزمار

نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 262
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست