responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 250


الحديث الحادي والأربعون روى البخاري ( فتح 13 / 453 ) ومسلم ( 1 / 201 برقم 379 ) في الصحيحين من حديث أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يقول الله عز وجل يوم القيامة : يا آدم فيقول : لبيك وسعديك . فينادي بصوت ( 190 ) : إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار " .
قلت : انفرد بلفظ " الصوت " حفص بن غياث وخالفه وكيع وجرير وغيرهما ، من أصحاب الأعمش ، فلم يذكروا الصوت .


( 190 ) لم يقع في مسلم ذكر للفظ " الصوت " وهي من تصرف الرواة ، إنما وقع في البخاري ، قال الحافظ ابن حجر في شرحه في " فتح الباري " ( 13 / 460 ) : ( ووقع " فينادي " مضبوطا للأكثر بكسر الدال ، وفي رواية أبي ذر بفتحها على البناء للمجهول ، ولا محذور في رواية الجمهور ، فإن قرينة قوله " إن الله يأمرك " تدل ظاهرا على أن المنادي ملك يأمره الله بأن ينادي بذلك ) ا ه‌ . قلت : وعمدة استدلال المجسمة على إثبات الصوت لله تعالى عما يقولون : ثلاثة أحاديث ، هذا أولها وقد أجبنا عنه ، وملخصه أن استدلالهم به باطل من ثلاثة أوجه : ( الأول ) : أنه من تصرف الرواة فبعضهم يذكر فيه لفظة الصوت وبعضهم لا يذكر . ( والثاني ) : ما قاله الحافظ من أن قوله فيه " إن الله يأمرك " تثبت أن صاحب الصوت هو ملك من الملائكة والله تعالى لا صوت له لأنه ( ليس كمثله شئ ) فكلامه ليس ككلام خلقه . ( والثالث ) : أنه حديث آحاد ولا تثبت العقائد بمثله . وأما الحديثان الآخران اللذان يستدل بهما المجسمة : ( فأحدهما ) : حديث جابر الذي علقه البخاري في صحيحه في كتاب التوحيد ( 13 / 453 ) بصيغة تمريض فقال : " ويذكر عن جابر عن عبد الله بن أنيس قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " يحشر الله العباد فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب : أنا الملك أنا الديان " . قلت : هذا حديث ضعيف الإسناد ، في سنده عبد الله بن محمد بن عقيل ضعيف جدا كما يعلم ذلك من يطالع ترجمته في " تهذيب التهذيب " ( 6 / 13 - 14 دار الفكر ) كما أن في سنده أيضا القاسم بن عبد الواحد وهو صاحب مناكير كما في ترجمته في " الميزان " ( 3 / 375 / 3 ) وفي " الجرح والتعديل " ( 7 / 114 ) ما معناه : " لا يحتج بحديثه " فحديثه هذا لا نقبله في الوضوء فضلا عن أصول الدين ، وقد أوضحت هذا بإسهاب في كتابي " الأدلة المقومة لاعوجاجات المجسمة " وأبطلت قول من قال : " إن له طرق تقويه " . وقد بت الأمر فيه الحافظ ابن حجر فقال في " الفتح " ( 1 / 174 ) : " لأن لفظ الصوت مما يتوقف في إطلاق نسبته إلى الرب ويحتاج إلى تأويل ، فلا يكفي فيه مجئ الحديث من طريق مختلف فيها ولو اعتضدت " ا ه‌ وانظر كتابنا : " إلقام الحجر " ص ( 21 - 41 ) ففيه ما يشفي الغليل . ( وثانيهما ) : حديث ابن مسعود الموقوف المعلق أيضا في صحيح البخاري ( 13 / 452 - 453 ) وفيه : " إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماوات شيئا فإذا فزع عن قلوبهم وسكن الصوت عرفوا أنه الحق ونادوا ماذا قال ربكم قالوا الحق " ا ه‌ قلت : هذا الصوت هو للسماء وليس لله تعالى ، والدليل على ذلك ما رواه أبو داود ( 4 / 235 برقم 4738 ) عن عبد الله بن مسعود مرفوعا : " إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة كجر السلسلة على الصفا ، فيصعقون . . . " الحديث وإسناده صحيح على شرط الشيخين ، فالصوت كما هو صريح في هذا الحديث للسماء لا لله تعالى . والله الموفق .

نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست