responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 235


الحديث الثامن والثلاثون : إذا فرغ من الله من أهل الجنة والنار أقبل يمشي

تعليق طويل الذيل في ( 7 ) صفحات يتعلق بمعاوية

وقد فسره القاضي أبو يعلى ( المجسم ) بما لا يليق بالحق سبحانه فقال : غير ممتنع وصفه بالجمال وإن ذلك صفة راجعة إلى الذات ، لأن الجمال في معنى الحسن .
قال : وقد تقدم قوله . . . " رأيت ربي في أحسن صورة " ( 180 ) .
قلت : وهذا تشبيه محض .
الحديث الثامن والثلاثون روى القاضي أبو يعلى ( المجسم ) عن عمر بن عبد العزيز : " إذا فرغ الله من أهل الجنة والنار أقبل يمشي في ظلل من الغمام والملائكة فيقف على أول درجة فيسلم عليهم ، فيردون عليه السلام فيقول :
سلوني .
فيقولون : وماذا نسألك . . ؟ وعزتك وجلالك وارتفاعك في مكانك لو أنك قسمت علينا رزق الثقلين لأطعمناهم وأسقيناهم ولم ينقص ما عندنا .
فيقول : بلى سلوني .
فيقولون ؟ نسألك رضاك . فيقول : رضاي ، أحللكم دار كرامتي ، فيفعل هذا بأهل كل درجة حتى ينتهي إلى مجلسه " .
قلت : هذا حديث مكذوب به على عمر بن عبد العزيز ( 181 ) .
وبعد كيف يثبت لله صفة بقول عمر بن عبد العزيز ؟ ! !


( 180 ) وهو حديث موضوع كما قدمناه في التعليق رقم - 72 - . ( 181 ) توفي هذا الخليفة الراشد والإمام المجتهد العدل الأموي رحمه الله تعالى سنة ( 101 ) ه ، قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى كما في " سير أعلام النبلاء " ( 5 / 130 ) : " الخلفاء الراشدون خمسة : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز " . قلت : وقد أبطل عمر بن عبد العزيز ظلم بني أمية وشتمهم ولعنهم لأمير المؤمنين سيدنا علي ( بن أبي طالب عليه السلام زوج بنت رسول الله سيدة نساء أهل الجنة ووالد سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين عليهما السلام ) . قال الحافظ الذهبي في " سير أعلام النبلاء " ( 5 / 147 ) : " قال ابن سعد : أخبرنا علي بن محمد ، عن لوط بن يحيى قال : كان الولاة من بني أمية قبل عمر بن عبد العزيز يشتمون رجلا رضي الله عنه ، فلما ولي هو - عمر بن عبد العزيز - أمسك عن ذلك ، فقال كثير عزة الخزاعي : وليت فلم تشتم عليا ولم تخف بريا ولم تتبع مقالة مجرم تكلمت بالحق المبين وإنما تبين آيات الهدى بالتكلم فصدقت معروف الذي قلت بالذي فعلت فأضحى راضيا كل مسلم " وكان معاوية بن أبي سفيان هو الذي سن للناس لعن الخليفة الراشد ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنابر يوم الجمعة ، فجعل لعنه كأنه أحد أركان الخطبة ، ففي صحيح مسلم ( 4 / 1874 برقم 2409 ) عن سيدنا سهل بن سعد رضي الله عنه قال : " استعمل على المدينة رجل من آل مروان . قال فدعا سهل بن سعد . فأمره أن يشتم عليا . قال فأبى سهل . فقال له : أما إذا أبيت فقل : لعن الله أبا تراب . . . " ولم يمتثل لأمره سهل رضي الله عنه . قلت : ولما ولى معاوية المغيرة بن شعبة على الكوفة قال له : " ولست تاركا إيصاءك بخصلة : لا تترك شتم علي وذمه " انتهى من الكامل ( 3 / 472 ) . وقد قتل معاوية الصحابي الجليل حجر بن عدي عندما أنكر على عمال معاوية وولاته سب سيدنا علي رضي الله عنه ، وهذا شئ مشهور ، قال الحافظ ابن حجر في " الإصابة " ( 1 / 314 ) في ترجمته : " وقتل بمرج عذراء بأمر معاوية " ! ! ! قلت : وقد قتل معاوية أناسا من الصالحين من الصحابة والفضلاء من أجل السلطة ومن أولئك أيضا عبد الرحمن بن خالد بن الوليد قال ابن جرير في " تاريخه " ( 3 / 202 ) وابن الأثير في الكامل ( 3 / 453 ) واللفظ له : " وكان سبب موته - عبد الرحمن بن خالد بن الوليد - أنه كان قد عظم شأنه عند أهل الشام ومالوا إليه لما عنده من آثار أبيه ولغنائه في بلاد الروم ولشدة بأسه ، فخافه معاوية وخشي منه وأمر ابن أثال النصراني أن يحتال في قتله وضمن له أن يضع عنه خراجه ما عاش وأن يوليه جباية خراج حمص ، فلما قدم عبد الرحمن من الروم دس إليه ابن أثال شربة مسمومة مع بعض مماليكه ، فشربها ، فمات بحمص ، فوفى له معاوية بما ضمن له " ا ه‌ قلت : فهل يجوز قتل المسلم والله تعالى يقول في كتابه العزيز : ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ) النساء : 93 ؟ ! وهل معاوية مستثنى من مثل هذه الآية ؟ ! ! ! ولذلك قال في حقه الحسن البصري رحمه الله تعالى كما في " الكامل " ( 3 / 487 ) : " أربع خصال كن في معاوية ، لو لم تكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة : انتزاؤه على هذه الأمة بالسيف حتى أخذ الأمر من غير مشورة وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة ، واستخلافه بعده ابنه سكيرا خميرا يلبس الحرير ويضرب بالطنابير ، وادعاؤه زيادا ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الولد للفراش وللعاهر الحجر " وقتله حجرا وأصحاب حجر ، فيا ويلا له من حجر ! ويا ويلا له من أصحاب حجر ! " ا ه‌ قلت : ولما كانت سيرة معاوية هكذا ! ! لم ترد له فضائل عن النبي صلى الله عليه وسلم ، نقل الحافظ الذهبي في " سير أعلام النبلاء " ( 3 / 132 ) عن إسحاق بن راهويه أنه قال : " لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل معاوية شئ " ا ه‌ وقد ثبت في صحيح مسلم ( 0 / 2014 برقم 2604 ) عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم . قال له : " إذهب وادع لي معاوية " قال : فجئت فقلت : هو يأكل فقال صلى الله عليه وسلم : " لا أشبع الله بطنه " . وثبت في صحيح مسلم ( 2 / 1114 برقم 1480 ) أن النبي قال عنه لما شاورته في الزواج منه فاطمة بنت قيس : " صعلوك لا مال له " . قلت : وفي مسند الإمام أحمد ( 5 / 347 ) بسند رجاله رجال مسلم عن عبد الله بن بريدة قال : " دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلسنا على الفرش ثم أتينا بالطعام فأكلنا ثم أتينا بالشراب فشرب معاوية ، ثم ناول أبي ثم قال : ما شربته منذ حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم . . . " ! ! ! قلت : وأما حديث الترمذي ( 3842 ) من طريق سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي عميرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لمعاوية : " اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به " فحديث ضعيف ومضطرب لا تقوم به حجة ، لا سيما وإسحاق بن راهويه يقول : " لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل معاوية شئ " قلت : سعيد بن عبد العزيز اختلط كما قال أبو مسهر الراوي عنه في هذا الحديث ، وكذا قال أبو داود ويحيى بن معين كذا في " التهذيب " ( 4 / 54 ) للحافظ ابن حجر . وكذا عبد الرحمن ابن أبي عميرة ، لم يسمع هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم كما في " علل الحديث " للحافظ ابن أبي حاتم ( 2 / 362 - 363 ) نقلا عن أبيه الحافظ أبي حاتم الرازي . فهذا حديث معلول بنص الحافظ السلفي أبي حاتم . قلت : ولو ثبت لابن أبي عميرة صحبة فهذا الحديث بالذات نص أهل الشأن على أنه لم يسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ، كما في " علل الحديث " لابن أبي حاتم . وقد نص ابن عبد البر أن عبد الرحمن هذا : " لا تصح صحبته ، ولا يثبت إسناد حديثه " كما في " تهذيب التهذيب " ( 6 / 220 دار الفكر ) . وأما قول الترمذي فيه " حسن غريب " فقد قدمنا أن الحافظ ابن حجر قال في " النكت على ابن الصلاح " إن الترمذي يعني بالحسن الغريب : الضعيف . قلت : ومن الغريب العجيب أن محدث الصحف والأوراق ! ! ! المتناقض ادعى في " صحيحته " ( 4 / 615 - 618 ) أن هذا الحديث صحيح لأن سعيد بن عبد العزيز متابع فيه ، ولم يصدق ! ! فقد أورده من أربعة طرق كلها فيها سعيد بن عبد العزيز ، فهي لا تغني ولا تسمن من جوع ، لأنها عادت طريقا واحدا لا غير تنصب فيها العلل التي قدمناها ، ثم زاد في نغمة طنبوره ! ! فقال ذاك المتناقض ! ! ! بعد أن ذكر طريقا أخرى يرويها عمرو بن واقد ، وسكت عن عمرو واقتصر على قول الترمذي فيه : " يضعف " ثم قال ذاك المتناقض ! ! عقب ذلك : " وبالجملة فالحديث صحيح ، وهذه الطرق تزيده قوة على قوة " ! ! ا ه‌ . قلت : كيف تزيده قوة على قوة وفيه ظلمات بعضها فوق بعض منها : أولا : كيف تقول طرق وماله إلا طريق سعيد بن عبد العزيز التي قدمنا ضعفها وانقطاعها ؟ ! ! ثانيا : كيف تقول " تزيده قوة على قوة " وتسكت عن عمرو بن واقد الذي استشهدت بطريقه لتصحيح هذا الحديث الموضوع وهو كذاب وإليك أقوال الحفاظ فيه كما هي في " تهذيب التهذيب " ( 8 / 102 ) : " قال أبو مسهر : كان يكذب . . . وقال البخاري وأبو حاتم ودحيم ويعقوب بن سفيان : ليس بشئ . . . وكان مروان يقول : عمرو بن واقد : كذاب . . . وقال النسائي والدارقطني والبرقاني : متروك الحديث . . . وقال ابن حبان : يقلب الأسانيد ويروي المناكير عن المشاهير واستحق الترك . . . " ا ه‌ . فهل طرق مثل هذا الكذاب مما تقوي الحديث عندك أيها المتناقض ؟ ! ! فعليك أن تنقل هذا الحديث إن كنت تعي إلى " الموضوعة " ! ! ولذلك أورد الحديث الحافظ ابن الجوزي رحمه الله تعالى في " العلل المتناهية " ( 1 / 275 ) . وأزيد بأنه موضوع . وأما حديث : " اللهم علم معاوية الكتاب ، وقه العذاب " فلا يصح حتى يلج الجمل في سم الخياط ، وهذا الدعاء : " اللهم علمه الكتاب " هو دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس كما في البخاري في مواضع منها ( الفتح 1 / 169 ) فقلبه النواصب لمعاوية ، ومعاوية لا يؤثر أنه كان عالما بالكتاب البتة ، وإنما العالم بالكتاب هو ابن عباس ، كما امتلأت كتب التفسير من أقواله في فهم الكتاب . وهذا الحديث المقلوب الموضوع " اللهم علم معاوية الكتاب وقه العذاب " رواه أحمد في المسند ( 4 / 127 ) والطبراني ( 18 / 252 ) وابن عدي في الكامل في الضعفاء ( 6 / 2402 ) . قلت : وفي سنده : الحارث بن زياد وهو شامي ناصبي لا تقبل روايته لمثل هذا الحديث الذي يؤيد بدعته ولم يرو عنه إلا يونس بن سيف الكلاعي قال الحافظ في ترجمته في " التهذيب " ( 2 / 123 ) : " قال الذهبي في الميزان ( 1 / 433 ) : مجهول ، وشرطه أن لا يطلق هذه اللفظة إلا إذا كان أبو حاتم الرازي قالها " ثم قال : " نعم قال أبو عمرو بن عبد البر فيه مجهول : وحديثه منكر " قلت : وفي سنده : يونس بن سيف : حمصي ومعاوية بن صالح : حمصي ناصبي : قال عنه الحافظ في " التقريب " صدوق له أوهام ، قلت : وفي ترجمته في " التهذيب " ( 10 / 189 ) : ما ملخصه في أقوال من جرحه : كان يحيى بن سعيد القطان لا يرضاه ، وفي رواية عن ابن معين ليس بمرضى ، وقال أبو إسحاق الفزاري : ما كان بأهل أن يروى عنه ، وقال ابن أبي خيثمة : يغرب بحديث أهل الشام جدا . وحكم الذهبي على المتن من بعض طرقه في " الميزان " ( 1 / 388 ) بأنه : " منكر بمرة " وفي الطريق مجهول ورجل لا يعرف . وفي طريق أخرى ذكرها الذهبي في الميزان ( 3 / 47 ) : من طريق إسحاق بن كعب ، حدثنا عثمان بن عبد الرحمن عن عطاء عن ابن عباس به . وعثمان بن عبد الرحمن هو الوقاصي كما قال الذهبي في " الميزان " ( 3 / 47 ) في ترجمة الجمحي ، وهو متروك كما قال البخاري وكذبه ابن معين كما في الميزان ( 3 / 43 ) . وضعفه المبتدع المتناقض في تعليقه على " صحيح ابن خزيمة " ( 3 / 214 ) فأنى تقوم لهذا الحديث قائمة ؟ ! ! ولذلك أورده ابن الجوزي في " العلل المتناهية في الأحاديث الواهية " ( 1 / 272 ) . قلت : فكيف يقول بعض النواصب الذين يظهرون الاعتدال : لعلي أجران ولمعاوية أجر لأنه مجتهد ؟ ! ! فهل يصح الاجتهاد في قتل المسلمين الموحدين و . . . ؟ ! ! وهل هناك اجتهاد في مورد النص ؟ ! وقد تواتر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال في سيدنا عمار الذي قاتل مع أمير المؤمنين سيدنا علي : " تقتله الفئة الباغية " كما ثبت في البخاري ومسلم ؟ ! ! وهل يصح الاجتهاد مع ورود نصوص كثيرة متواترة وصحيحة منها قوله صلى الله عليه وسلم في حق سيدنا علي رضي الله عنه : " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " قال الحافظ الذهبي في " سير أعلام النبلاء " ( 8 / 335 ) عن هذا الحديث : " متواتر " . وفي صحيح مسلم ( برقم 78 في الإيمان ) عن سيدنا علي رضي الله عنه قال : إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي : " إنه لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق " . قلت : فما حكم هذا الذي يأمر بسب ولعن مولى المؤمنين بشهادة رسول رب العالمين على المنابر ؟ ! ! وما حكم من يمتحن رعيته بلعن سيدنا علي رضي الله عنه والتبري منه وقتل من لم يسبه ويلعنه ؟ ! ! ومن الغريب المضحك حقا بعد هذا أن تجد ابن كثير يقول في باب عقدة في " تاريخه " ( 8 / 20 ) في فضل معاوية ما نصه : " هو معاوية بن أبي سفيان . . . خال المؤمنين ، وكاتب وحي رب العالمين أسلم هو وأبوه وأمه هند . . . يوم الفتح " ا ه‌ ثم قال بعد ذلك : " والمقصود أن معاوية كان يكتب الوحي لرسول صلى الله عليه وسلم مع غيره من كتاب الوحي . . . " ا ه‌ قلت : كلا والله الذي لا إله إلا هو ، لم يصح كلامك يا ابن كثير ولا ما اعتمدته وزعمته ، فأما قولك : ( خال المؤمنين ) فليس بصحيح البتة ، وذلك لأنه لم يرد ذلك في سنة صحيحة أو أثر ، وعلى قولك هذا في الخؤولة يكون حيي بن أخطب اليهودي جد المؤمنين لأنه والد السيدة صفية زوجة النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس كذلك . ولم أرك تقول عن سيدنا أبي بكر أو عن سيدنا عمر أنه جد المؤمنين لأن بنتيهما زوجتا رسول الله صلى الله عليه وسلم ! ! ولا أريد الاسهاب في إبطال هذه الخؤولة المزعومة إنما أذكرها في موضع آخر تختص به إن شاء الله تعالى . وأما قولك ( وكاتب وحي رب العالمين ) فليس بصحيح أيضا ، وذلك لأن معاوية أسلم عام الفتح ، وهو وأبوه من الطلقاء وقد أسلم في أوقات قد فرغ فيها نزول الوحي ووصل عند قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) فماذا سيكتب معاوية بعد هذا ؟ ! ! وقد ذكر الحافظ الذهبي في " السير " ( 3 / 123 ) عن أبي الحسن الكوفي قال : " كان زيد بن ثابت كاتب الوحي ، وكان معاوية كاتبا فيما بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين العرب " وكذا قال الحافظ ابن حجر في ترجمته في الإصابة . وليكن معلوما أنه أيضا ما كتب للنبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاث رسائل . ثم ليعلم علما أكيدا أن كتابة معاوية للوحي على فرض أنها صحيحة كما يزعم ابن كثير ليست عاصمة له مما وقع فيه مما قدمنا بعضه وسنذكر تمامه في بحث علمي مستقل إن شاء الله تعالى ، بدليل أن عبد الله بن أبي سرح الذي كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم الوحي في مكة أول ما نزل الوحي ارتد وخرج من الإسلام بعد ذلك كما في ترجمته في كتب الحفاظ والمحدثين ومنها كتاب " سير أعلام النبلاء " ( 3 / 33 ) والإصابة لابن حجر وغير ذلك ، وروى أبو داود في سننه ( 4 / 128 برقم 4358 ) بسند حسن عن ابن عباس قال : " كان عبد الله بن سعد ابن أبي سرح يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأزله الشيطان فلحق بالكفار ، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتل يوم الفتح . . . " ا ه‌ فهذه ثلاثة براهين تبطل قول ابن كثير في تفضيل معاوية بكتابة الوحي وتجتث هذه الفضيلة من جذورها . قلت : وأما من احتج بحديث : " الله الله في أصحابي لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " فنقول له : جاءت في صحيح مسلم وغيره من طرق مناسبة هذا الحديث حتى يعرف معناه وهو ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال : كان بين خالد وعبد الرحمن بن عوف خصومة فسب خالد عبد الرحمن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه ذلك : " دعوا لي أصحابي أو أصيحابي ، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا لم يدرك . مد أحدهم ولا نصيفه " . قال عنه الهيثمي في المجمع ( 10 / 15 ) " رجاله رجال الصحيح غير عاصم بن أبي النجود وقد وثق " ا ه‌ . قلت : وأخرجه مسلم برقم ( 2540 ) . فاصطلاح الصحابي عند الصحابة والسلف كان لمن له سابقة في الإسلام . ولنا رسالة طويلة الذيل في هذه المسألة استقصينا فيها البحوث المتعلقة بها بأدلتها سنطبعها بعون الله تعالى قريبا . ولنعد إلى سيدنا عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى فإنه ثبت عنه أنه قال كما في " تهذيب التهذيب " ( 2 / 185 الفكر ) : " لو جاءت كل أمة بخبيثها وجئنا بالحجاج لغلبناهم " . قلت : ثم قال الحافظ ابن حجر هناك عن الحجاج : " وكفره جماعة منهم سعيد بن جبير والنخعي ومجاهد وعاصم بن أبي النجود والشعبي وغيرهم " وارجع إلى ترجمته في " التهذيب " وأقرأها فإن فيها فوائد .

نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست