responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 233


الحديث السادس والثلاثون روى البخاري ( 13 / 384 فتح ) ومسلم ( 4 / 2102 رقم 1 ) في الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي وأنا معه حيث يذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ( 176 ) ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ( 177 ) ، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا اقتربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة " ( 178 ) .
قلت : ذهب القاضي أبو يعلى ( المجسم ) إلى أن لله نفسا هي صفة زائدة على الذات ، وهذا قول مبتدع بنوع التشبيه لأنه لا يفرق بين الذات والنفس ، وما المانع أن يكون المعنى : ذكرته أنا وقد سبق هذا في الكلام على الآيات ، والتقرب والهرولة ، توسع في الكلام كقوله تعالى ( سعوا في آياتنا ) الحج : 50 . لا يراد به المشي .


( 176 ) معنى فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي هو كما قال الحافظ في الفتح ( 13 / 386 ) : " أي إن ذكرني بالتنزيه والتقديس سرا ذكرته بالثواب والرحمة سرا " . ( 177 ) قال الحافظ في الفتح : " والتقدير إن ذكرني في نفسه ذكرته بثواب لا أطلع عليه أحدا ، وإن ذكرني جهرا ذكرته بثواب أطلع عليه الملأ الأعلى " ا ه‌ . ( 178 ) قال الحافظ في " شرح البخاري " ( 13 / 513 ) : " قال ابن بطال : وصف سبحانه نفسه بأنه يتقرب إلى عبده ووصف العبد بالتقرب إليه ووصفه بالإتيان والهرولة ، كل ذلك يحتمل الحقيقة والمجاز ، فحملها على الحقيقة يقتضي قطع المسافات وتداني الأجسام وذلك في حقه تعالى محال ، فلما استحالت الحقيقة تعين المجاز لشهرته في كلام العرب ، فيكون وصف العبد بالتقرب إليه شبرا وذراعا له وإتيانه ومشيه معناه التقرب إليه بطاعته وأداء مفترضاته ونوافله ، ويكون تقربه سبحانه من عبده وإتيانه والمشي عبارة عن إثابته على طاعته وتقربه من رحمته ، ويكون قوله أتيته هرولة أي أتاه ثوابي مسرعا ، ونقل عن الطبري أنه إنما مثل القليل من الطاعة بالشبر منه والضعف من الكرامة والثواب بالذراع فجعل ذلك دليلا على مبلغ كرامته لمن أدمن على طاعته ، أن ثواب عمله له على عمله الضعف وإن الكرامة مجاوزة حده إلى ما يثيبه الله تعالى . وقال ابن التين : القرب هنا نظير ما تقدم في قوله تعالى : ( فكان قاب قوسين أو أدنى ) فإن المراد به قرب الرتبة وتوفر الكرامة ، والهرولة كناية عن سرعة الرحمة إليه ورضا الله عن العبد وتضعيف الأجر " ا ه‌ . قلت : وللنفس في لغة العرب عدة معان منها : الدم ومن ذلك قول الفقهاء : ( ما لا نفس له سائلة ) أي : دم ، ومنها : الروح ، تقول : خرجت نفس فلان أو زهقت نفسه أي روحه ومنه قوله تعالى : ( الله يتوفى الأنفس حين موتها ) أي يتوفى الأرواح حين موت الأجساد ، ومنها مجمل الإنسان من الروح والجسد ، كما نقول : لا تظلم هذه الأنفس ، ومنها : العين ، نقول هذا أمر رأيته بنفسي أي بعيني ، ومنها : الشئ والذات ، تقول : هذا نفس الأمر ، والله أعلم .

نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 233
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست