responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 216


ظاهره ، وهو راجع إلى الذات على وجه لا يفضي إلى التبعيض .
قلت : ومن يقول أبدى عن بعض ذاته ، وما هو بعض لا يكلم .
ثم إثبات البعض بكلام تابعي لو صح يخالف إجماع المسلمين فإنهم أجمعوا أن الخالق لا يتبعض وإنما المراد أبدى عن آياته .
الحديث الثامن والعشرون روى أبو الأحوص الجشمي رضي الله عنه عن أبيه ، أن رسول الله صلى الله تعليه وسلم قال له : لعلك تأخذ موساك فتقطع أذن بعضها فتقول هذه بحر ، وتشق الأذن الأخرى وتقول : حرم . . ؟
قال : نعم . قال : فلا تفعل فإن موسى الله أحد من موساك ، وساعد الله أشد من ساعدك ( 155 ) .
قال القاضي أبو يعلى ( المجسم ) : لا يمتنع حمل الخبر على ظاهره في إثبات الساعد صفة لذاته .


( 155 ) ونص الحديث هو أن مالك بن النضر والد أبي الأحوص قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا قشف الهيئة ، فقال : " هل لك من مال ؟ " . قلت : نعم ، قال : " من أي المال ؟ " قلت : من كل من الإبل والخيل والرقيق والغنم . قال : " فإذا آتاك الله مالا فلير عليك " وقال : " هل تنتج إبل قومك صحاحا آذانها فتعمد إلى الموسى فتقطع آذانها وتقول هي بحر - أي بحيرة - وتشقها أو تشق جلودها وتقول هي حرم ، فتحرمها عليك وعلى أهلك ؟ " قال : قلت : نعم . قال : " فكل ما آتاك الله لك حل ، وساعد الله أشد من ساعدك وموسى الله أحد من موساك " . وهذا حديث إسناده صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده ( 3 / 473 ) والحميدي ( 883 ) والطبراني ( 19 / 282 ) وعبد الرزاق ( 11 / 269 برقم 20513 ) والبيهقي في سننه ( 10 / 10 ) وفي " الأسماء والصفات " ( ص 342 ) وشيخه الحاكم في " مستدركه " ( 1 / 25 ) و ( 4 / 181 ) والطحاوي في المشكل ( 4 / 153 ) وأبو داود الطيالسي ص ( 184 برقم 1303 ) وذكر فيه عن شعبة أنه تارة يروى بزيادة وتارة لا يروى . قلت : ورواه دون زيادة الموسى والساعد أحمد في مسنده ( 4 / 137 ) والطبراني ( 19 / 283 وما قبلها وبعدها ) وابن حبان في صحيحه ( 7 / 390 دار الفكر ) وابن سعد ( 6 / 28 ) وأبو داود ( 4 / 51 برقم 4063 ) وابن جرير في " تفسيره " ( 7 / 87 - 88 ) . ورواه البغوي في " شرح السنة " ( 12 / 48 ) بزيادة الموسى والساعد ومشى فلم يبين المعنى ولم يوضح وهو أمر غريب منه ، وعلى كل حال فكتابه " شرح السنة " لا فائدة منه لطالب العلم البتة ، ولا يحتاجه العالم إطلاقا ، ولا قيمة له حقيقة ولا حول ولا قوة إلا بالله . ونحن في شك من هذه الزيادة التي فيها ذكر الموسى والساعد ونعتقد أن من لم يوردها من الحفاظ الذين في ذكرناهم قد أصابوا وإن كان سندها صحيحا فقد يصح السند وفي المتن ما ينكر . وعلى كل حال فلا أظن أن عاقلا يعتقد أن لله عز شأنه موسى وساعد ، وقد بين ذلك الإمام الحافظ البيهقي والإمام الحافظ ابن الجوزي هنا ، قال الإمام البيهقي في " الأسماء والصفات " ص ( 342 ) : " قال بعض أهل النظر في قوله " ساعد الله أشد من ساعدك " معناه : أمره أنفذ من أمرك ، وقدرته أتم من قدرتك ، كقولهم : جمعت هذا المال بقوة ساعدي ، يعني به : رأيه وتدبيره وقدرته ، فإنما عبر عنه بالساعد للتمثيل لأنه محل القوة ، يوضح ذلك قوله : " وموساه أحد من موساك " يعني قطعه أسرع من قطعك ، فعبر عن القطع بالموسى لما كان سببا على مذهب العرب في تسمية الشئ باسم ما يجاوره ، ويقرب منه ، ويتعلق به . . " ا ه‌ قلت : ومثله قول الله تعالى : ( ناقة الله ) و ( بيتي ) وقوله عز شأنه : ( ومكروا ومكر الله ) ولا نصف الله تعالى ب‌ ( ماكر ) وكذلك : ( نسوا الله فنسيهم ) لا نثبت لله تعالى صفة النسيان جل ربنا وتعالى عن ذلك وهو القائل : ( وما كان ربك نسيا ) وإنما هذا من باب المشكلة وهو أسلوب عربي معروف ومشهور ، ومنه ما جاء في هذا الحديث : ساعده وموساه . وقد كان الإمام مالك رحمه الله تعالى ينكر مثل هذه الأحاديث الموهمة إنكارا شديدا لئلا تتوهم العامة منها أنها صفات لله تعالى فيقع في القلوب التشبيه والتجسيم ، قال الحافظ الذهبي في " سير أعلام النبلاء " ( 8 / 103 ) : ( قال ابن القاسم : سألت مالكا عمن حدث بالحديث الذين قالوا : " إن الله خلق آدم على صورته " والحديث الذي جاء : " إن الله يكشف عن ساقه " وأنه يدخل يده في جهنم حتى يخرج من أراد " . فأنكر مالك ذلك إنكارا شديدا ، ونهى أن يحدث بها أحد . . . ) . والمأخوذ على الحفاظ في الحديث الذي نحن بصدده أنهم لم يشرحوه ويبينوا معناه ما خلا البيهقي وابن الجوزي ، أو لفهمهم بالعربية كان ذلك غير مشكل والله أعلم .

نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 216
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست