responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 207


وقال القاضي أبو يعلى ( المجسم ) : غير ممتنع حمل الخبر على ظاهره في الإثبات ، والإصبع صفة راجعة إلى الذات ، لأنا لا نثبت أصابعا هي جارحة ولا أبعاضا .
قلت : وهذا كلام مخبط لأنه إما أن يثبت جوارحا وإما أن يتأولها ، فأما حملها على ظواهرها ، فظواهرها الجوارح . ! !
ثم يقول : ليست أبعاضا ، فهذا كلام قائم قاعد ، ويضيع الخطاب لمن يقول هذا .
الحديث الخامس والعشرون روى البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" يطوي الله عز وجل السماوات يوم القيامة بيده ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول : أنا الملك ، أين الجبارون أين المتكبرون . . ؟ ثم يطوي الأرض بشماله ثم يقول : أنا الملك أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ . . " ( 148 ) .
هكذا رواه مسلم وهي أتم الروايات .


( 148 ) رواه البخاري في أربعة مواضع من صحيحه ( 8 / 551 ) و ( 11 / 372 ) و ( 13 / 367 و 393 فتح ) دون ذكر للفظة " بشماله " وهذا لفظه من حديث أبي هريرة : " يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول : أنا الملك أين ملوك الأرض ؟ " ومسلم برقم ( 2787 ) . ورواه مسلم ( 4 / 2148 برقم 2788 ) من حديث ابن عمر بإثبات لفظة " بشماله " ويعارض هذا اللفظ ما رواه مسلم في صحيحه ( 3 / 1458 برقم 1827 ) من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا : " إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل ، وكلتا يديه يمين . . . " الحديث . فهاتان الروايتان تساقط كل منهما الأخرى لأنهما من تصرف الرواة . والمعول عليه ههنا هو اللفظ الموافق لقوله تعالى : ( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ) الزمر : 67 . والمراد بهذه الآية الكريمة الرد على من شبه وجسم وتنزيه الله عن الجوارح والأعضاء لأنها نزلت كما ثبت في تفسير ابن جرير ( 24 / 26 ) عندما قال يهودي مشبة مجسم لرسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا أبا القاسم أبلغك أن الله يحمل الخلائق على إصبع والسماوات على إصبع والشجر على إصبع والثرى على إصبع ) وفي لفظ : ( يجعل الله السماء على ذه ، والأرض على ذه ، والجبال على ذه وسائر الخلق على ذه ، فأنزل الله : ( وما قدروا الله حق قدره ) فمعنى ( قبضته ) و ( يمينه ) اللتان جاءتا في الآية هو في لغة العرب التعبير عن الملك والقهر للمخلوقات والعظمة لله تعالى والقدرة على السماوات والأرض ومن فيهن ، ومنه قول الله تعالى : ( أو ما ملكت أيمانهم ) فالمراد كونه مملوكا لهم ، والعرب تقول : " هذه الدار في يد فلان " و " قبض فلان كذا " و " صار في قبضته " يريدون خلوص ملكه ، كما قال الحافظ أبو حيان في " البحر المحيط ) ( 7 / 440 ) وهذا كله مجاز مستفيض مستعمل ، وقال ابن عطية كما في " البحر المحيط " : " اليمين هنا والقبضة عبارة عن القدرة ، وما اختلج في الصدر من غير ذلك فباطل " ا ه‌ . قلت : والواجب تفسير الآية على ما تقتضيه لغة العرب ، لأنه بها نزل هذا القرآن ( إنا أنزلناه قرآنا عربيا " لا سيما والعرب تستعمل اليمين والشمال في معنى القهر والضبط ، ومن ذلك قول زياد بن أبيه لمعاوية : " إني قد ضبطت العراق بشمالي ويميني فارغة فأشغلها بالحجاز " أنظر " الكامل " لابن الأثير ( 3 / 493 ) . فلا يجوز تفسيرها بظواهر أحاديث مضطربة تصرف بها رواتها فزادوا ونقصوا ، ومنه يتبين خطأ ابن جرير في تفسيره حيث قال : " وقال بعض أهل العربية من أهل البصرة ( والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ) يقول في قدرته نحو قوله : ( وما ملكت أيمانكم ) أي : وما كانت لكم عليه قدرة وليس الملك لليمين دون سائر الجسد ، قال : وقوله ( قبضته ) نحو قولك للرجل هذا في يدك وفي قبضتك والأخبار التي ذكرناها عن رسول الله وعن أصحابه وغيرهم ، تشهد على بطول - أي بطلان - هذا القول " ا ه‌ . قلت : كلا والذي نفسي بيده ، لأن خير ما يفسر القرآن القرآن ، وكذا لغة العرب التي نزل بها هذا القرآن العظيم ، وأما الأخبار التي سقتها يا ابن جرير فهي أخبار متضاربة كما بينا قد تصرف بها رواتها فتارة يقولون : " بشماله " فيثبتون لله تعالى شمالا وفي موضع آخر يقولون : " وكلتا يديه يمين " وتارة يقولون كما في تفسيرك ( 24 / 26 ) : " يأخذ السماوات والأرضين السبع فيجعلها في كفه ، ثم يقول بهما كما يقول الغلام بالكرة أنا الله الواحد " ولا يسعني هنا إلا أن أقول وأنا منكر لهذه الروايات المتصرف بها : " تبا لمن شبه ربه بصبي يلعب بكرة ، و ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون ) ويجل سيدنا رسول الله وهو أعلم الخلق بالله أن يقول ذلك ، ونسأل الله التوفيق والهداية " وفي إسناده أسامة بن زيد وهو ضعيف . ( تنبيه ) : ومن حديث الكرة الوارد في تفسير ابن جرير الذي ألفه قبل نحو 1200 سنة ، يتبين أن الكرة التي يلعب بها الصبيان اليوم ويتنزه عنها الرجال العقلاء كانت موجودة قبل أن تكتشف أمريكا ويكتشف المطاط كما يزعم بعض المحللين والمتكلمين اليوم .

نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 207
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست