responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 196


قالوا : أمروا هذه الأحاديث بلا كيف ( 131 ) .
قلت : والواجب على الخلق اعتقاد التنزيه وامتناع تجويز النقلة ( 132 ) ، وأن النزول الذي هو انتقال من مكان إلى مكان يفتقر إلى ثلاثة أجسام : جسم عالي ، وهو مكان الساكن ، وجسم سافل ، وجسم ينتقل من علو إلى أسفل ، وهذا لا يجوز على الله تعالى قطعا .
فإن قال العامي : فما الذي أراد بالنزول ؟ قيل : أراد به معنى يليق بجلاله لا يلزمك التفتيش عنه ( 133 ) ، فإن قال : كيف حدث بما لا أفهمه ؟ قلنا : قد علمت أن النازل إليك قريب منك ، فاقتنع بالقرب ولا تظنه كقرب الأجسام .


( 131 ) ذكر ذلك الترمذي في سننه ( 4 / 692 ) وقال بعده : " وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن تروى هذه الأشياء كما جاءت ويؤمن بها ولا تفسر ولا تتوهم ولا يقال كيف . . " ا ه‌ قلت : والمجسمة توهموا لها كيفا وهو الحركة فاعتقدوا أن الله يتحرك فخالفوا السلف ونسبوا عقيدتهم إلى السلف كما فعل الحراني في موافقته ( 2 / 4 ) فلا حياهم الله ولا بياهم . ( 132 ) قال الحافظ البيهقي في سننه الكبرى ( 3 / 3 ) : " والنزول والمجئ صفتان منفيتان عن الله تعالى من طريق الحركة والانتقال من حال إلى حال . . . " ا ه‌ . قلت : ومن أثبت لله تعالى صفة النزول ونفى عنه الحركة مصيب بلا شك ، لكن ما ذهبنا إليه من أن المراد بذلك نزول الملك بأمره كما جاء في الحديث الصحيح هو الأصوب والأحسن والأتبع للسنة على أنه يمكن أن يكون قد أراد أولئك الأئمة ما ذهبنا إليه من المعنى ، وخصوصا أن لغة العرب تقتضي أو تقبل هذا كما يقال غزا الملك البلدة الفلانية وهو لم يبرح قصره فيكون هو الآمر بذلك . ( 133 ) قلت : الأصوب أن يقال له : معناه ينزل ملكا وتسرد له الرواية الصحيحة في نزول الملك حتى لا يبقى في حيرة .

نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست