قالوا : أمروا هذه الأحاديث بلا كيف ( 131 ) .
قلت : والواجب على الخلق اعتقاد التنزيه وامتناع تجويز النقلة ( 132 ) ، وأن النزول الذي هو انتقال من مكان إلى مكان يفتقر إلى ثلاثة أجسام : جسم عالي ، وهو مكان الساكن ، وجسم سافل ، وجسم ينتقل من علو إلى أسفل ، وهذا لا يجوز على الله تعالى قطعا .
فإن قال العامي : فما الذي أراد بالنزول ؟ قيل : أراد به معنى يليق بجلاله لا يلزمك التفتيش عنه ( 133 ) ، فإن قال : كيف حدث بما لا أفهمه ؟ قلنا : قد علمت أن النازل إليك قريب منك ، فاقتنع بالقرب ولا تظنه كقرب الأجسام .