responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 192


وقال أبو الحسين ابن المنادى ( 127 ) ونقلته من خطه :
" وصف الهواء بالفوقية والتحتية مكروه عند أهل العلم لما في ذلك من الجعل كالوعاء لمن ليس كالأشياء جل وتعالى ، قال : ولسنا نختلف أن الجبار لا يعلوه شئ من خلقه بحال ، وأنه لا يحل بالأشياء بنفسه ، ولا يزول عنها ، لأنه لو حل بها لكان منها ، ولو زال عنها لنأى عنها فاتفاقنا على هذا أكثر من هذا الخبر على المعنى المكروه ، والتأويل المألوف " .
الحديث التاسع عشر روى البخاري ( 3 / 29 فتح ) ومسلم ( 1 / 522 ) في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حتى يبقى ثلث الليل الأخير يقول : " من يدعوني فاستجيب له " ( 128 ) .


( 127 ) هو الإمام الحافظ أحمد بن جعفر المنادي البغدادي ، مترجم في " سير أعلام النبلاء " ( 15 / 361 ) قال الداني : مقرئ جليل غاية في الإتقان ، فصيح اللسان ، عالم بالآثار ، نهاية في علم العربية ، صاحب سنة ، ثقة مأمون . قلت : ولد سنة ( 257 ) ه‌ وتوفي سنة ( 336 ) ه‌ . ( 128 ) هذا الحديث ضبطه بعض المشايخ كما قال الحافظ ابن حجر في الفتح ( 3 / 30 ) بضم الياء في ينزل ، وعلى تقدير الفتح فيها فإن المراد بذلك أنه ينزل سبحانه وتعالى ملكا أي يأمره بالنزول إلى السماء الدنيا فينادي ، يثبت ذلك ما رواه النسائي في الكبرى ( 6 / 124 برقم 10316 ) وعمل اليوم والليلة ( ص 340 برقم 482 بتحقيق فاروق حماده ) من حديث أبي سعيد وأبي هريرة مرفوعا : " إن الله عز وجل يمهل حتى يمضي شطر الليل الأول ثم يأمر مناديا ينادي يقول : هل من داع يستجاب له ؟ هل من مستغفر يغفر له ؟ هل من سائل يعطى ؟ " وما رواه الإمام أحمد ( 4 / 22 و 217 ) والبزار ( 4 / 44 كشف الأستار ) والطبراني ( 9 / 51 ) عن سيدنا عثمان بن أبي العاص الثقفي مرفوعا : " تفتح أبواب السماء نصف الليل ، فينادي مناد : هل من داع فيستجاب له ، هل من سائل فيعطى ، هل من مكروب فيفرج عنه ، فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله عز وجل له إلا زانية تسعى بفرجها أو عشارا " وهو صحيح الإسناد وانظر " مجمع الزوائد " ( 10 / 209 ) وفيه : رواه الطبراني : ورجاله رجال الصحيح . قلت : وقد ضعف حديث النسائي المحدث ! ! المتناقض ! في " ضعيفته " برقم ( 3897 ) كما نقل ذلك عنه الشيخ شعيب في تعليقه على كتاب " أقاويل الثقات " لمرعي الكرمي ص ( 205 ) من الطبعة الأولى وتابعه على تضعيفه فأخطأ كل منهما ! ! وقد زعما أن حفص بن غياث تغير حفظه قليلا بأخرة ، وأقول : إن هذا تضعيف مردود لأن رواية حفص عن الأعمش كما في إسناد هذا الحديث كانت في كتاب عند ابن حفص - عمر - كما في ترجمة حفص في " تهذيب الكمال " ( 7 / 60 ) و " تهذيب التهذيب " ( 2 / 358 ) فلا يضرها اختلاط حفص بأخرة على تسليم وقوعه . وقوله - المعل ق على " أقاويل الثقات " عن حديث النسائي منكر بهذا السياق . غريب ! ! بل منكر من القول ، ويصح ذلك لو كان حفص ضعيفا وليس هو كذلك ، ثم لا نكارة في المتن البتة ، فلو كان ما ادعاه الألباني ومتابعه حقا لكان شاذا لا منكرا لقول أهل الحديث : وما يخالف ثقة به الملا * فالشاذ والمقلوب قسمان تلا ثم إن الحديث لم يقل فيه أي حافظ فيما علمنا : " إنه منكر " بل صححوه ونقل : صاحب " كتاب الثقات " الذي حققه ! ! الشيخ شعيب عن القرطبي في تفسيره ( 4 / 39 ) تصحيحه حيث قال : " صححه أبو محمد عبد الحق . قال : وهذا يرفع الإشكال ويزيل كل احتمال ، والسنة يفسر بعضها بعضا ، وكذلك الآيات ، ولا سبيل إلى حمله على صفات الذات المقدسة ، فإن الحديث فيه التصريح بتجدد النزول ، واختصاصه ببعض الأوقات والساعات ، وصفات الرب - سبحانه - يجب اتصافها بالقدم ، وتنزيهها عن الحدوث والتجدد بالزمان " ا ه‌ . أقول : وأما حديث عثمان بن أبي العاص الذي فيه " فيناد مناد " - الذي صححه المحدث ! ! المتناقض ! ! في " صحيحته " برقم ( 1073 ) وانظر كتابنا ( التناقضات ) ص ( 189 ) - ففيه أيضا إثبات أن النازل هو ملك من ملائكة الله سبحانه بأمره ، ولا يحتمل أن المراد ب‌ " مناد " هو الله سبحانه البتة ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقول عن ربه سبحانه " مناد " ولأن الله سبحانه لا يمكن أن ينزل بذاته كما تتخيل المجسمة إلى السماء الدنيا لأن في ذلك حلول الخالق في المخلوق وهو كفر بواح ، وقول من قال : " ينزل لا كنزولنا " كلام فلسفي متناقض لا معنى له ، لأننا نقول له : إما أن تقول ينزل بذاته فتكون مجسما حلوليا وإما أن تنزه الله عن ذلك وتقول بما في هذه الأحاديث الصحيحة المفسرة المبينة لمعنى قوله في الحديث الآخر " ينزل الله " مع أن بعض المشايخ ضبط هذه اللفظة بضم الياء فقال : " ينزل " كما أثبتناها في المتن الذي أورده الحافظ ابن الجوزي وكما جاء ذلك في كلام الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " ( 3 / 30 ) فاستيقظ وتنبه . " ملاحظة " : وهناك ثمة ملاحظة مهمة جدا ، وهي أن عقيدة " نزول الله بذاته إلى السماء الدنيا في شطر الليل الآخر " باطلة بصريح المعقول عند جميع العقول السليمة ، وذلك لأن شطر الليل الآخر مستمر على وجه الكرة الأرضية طوال الأربع والعشرين ساعة ، وهو منتقل من جزء من الأرض إلى الجزء الذي يليه ، فعلى هذا متى يجلس معبود المجسمة على عرشه ؟ ! ! نسأل الله التوفيق والسلامة في المعتقد والدين .

نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست