responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 189


قلت : قد ثبت عند العلماء أن الله تعالى لا يحويه السماء والأرض ولا تضمه الأقطار ، وإنما عرف بإشارتها تعظيم الخالق عندها ( 124 ) .
الحديث الثامن عشر رواه أبو رزين العقيلي قال : قلت يا رسول الله : أين كان ربنا قبل أن يخلق الخلق . . ؟ قال : " كان في عماء ، ما تحته هواء ، وما فوقه هواء ، ثم خلق عرشه على الماء " ( 125 ) .
قلت : هذا حديث تفرد به يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس ، وليس لوكيع راو غير يعلى والعماء السحاب .


( 124 ) هذا على فرض ثبوت لفظة " أين الله " ولم تثبت ، مع كونها في مسلم . ( 125 ) رواه الترمذي ( 5 / 288 برقم 3109 ) وابن ماجة ( 1 / 64 برقم 182 ) والإمام أحمد ( 4 / 11 ) والطبراني في الكبير ( 19 / 207 برقم 468 ) وابن حبان في صحيحه ( 8 / 4 برقم 6108 دار الفكر ) وابن أبي عاصم في سنته ( 272 ) . قلت : هذا حديث ضعيف لأجل حماد بن سلمة ولا تقبل أخباره في الصفات البتة ، وكذلك يضعف هذا الحديث بوكيع بن عدس لأنه مجهول لم يرو عنه إلا يعلى بن عطاء ، قال الحافظ في " تهذيب التهذيب " ( 11 / 115 ) : " قال : ابن قتيبة في اختلاف الحديث : غير معروف ، وقال ابن القطان : مجهول الحال " ا ه‌ قلت : فبمثل حديثه لا يثبت في الطهارة حكم فكيف في أصول الدين ؟ ! ! " تنبيه " : من العجيب الغريب المضحك ما قاله أحد المتمسلفين في رده على إمام العصر أبي الفضل الغماري في كتاب يرد فيه على كتاب " فتح المعين " ص ( 49 ) ما نصه : " إن وقيعته في حماد بن سلمة : يخشى عليه من قول ابن المديني : من سمعتموه يتكلم في حماد فاتهموه " ا ه‌ . قلت : وكأن هذا القائل تخيل أن كلام ابن المديني نص كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة عنه ! وهو معذور في ذلك لأن عقله لا يستوعب أكثر من ذلك ، فلم يرتق إلا لقول ابن المديني رحمه الله وأمثاله فهو بعد لم يصل إلى التمييز بينه وبين نصوص الكتاب والسنة ، ونقول لأمثاله : ونحن نزيدك ونعلمك بأن ابن المديني لم ينفرد بما نقلته عنه وإنما تابعه على ذلك أحمد بن حنبل ويحيى بن معين كما في " سير أعلام النبلاء " في المجلد السابع في ترجمة حماد ص ( 444 ) وبعد هذا نقول للطائفة المتعصبة لأقوال الرجال المخطئة : نحن نغمز حماد بن سلمة أشد الغمز وخصوصا في أحاديثه في الصفات وعلى ذلك أهل العلم من المحدثين وغيرهم ، فهذا البخاري يتحايد حمادا في صحيحه وهذا مسلم لم يخرج له في الأصول إلا من حديثه عن ثابت كما قال الحافظ الذهبي في " سير أعلام النبلاء " ( 7 / 446 ) وقال ص ( 452 ) : قال أحمد بن حنبل : إذا رأيت من يغمزه - يعني حمادا - فاتهمه ، فإنه كان شديدا على أهل البدع ، إلا أنه لما طعن في السن ساء حفظه ، فلذلك لم يحتج به البخاري ، وأما مسلم فاجتهد فيه ، وأخرج من حديثه عن ثابت مما سمع منه قبل تغيره . . . فالاحتياط أن لا يحتج به فيما يخالف الثقات . . . " ا ه‌ قلت : وقول من قال : إذا رأيت من يغمزه فاتهمه ، فمعناه : من يغمزه لكونه يرد على أهل البدع لا من حيث ضعفه في الحديث ، كما يتبين من سبر كلام الأئمة ، فلم يفهم ذلك المتمسلف ، ولم يتدبر أو يعرف أن شيخه ومرجعه في الحديث المحدث ! ! المتناقض قال عن حماد هذا في " ضعيفته " ( 2 / 333 ) : " إن حماد له أوهاما " ا ه‌ وهذا كلام منقوض عند شيخه ! ! ! المتناقض ! ! بالإضافة إلى كونه خطأ في العربية فلو تحرى الصواب لقال : " إن حمادا له أوهام " فتدبروا يا قوم في هذه الطائفة الأثرية ! ! ثم إن هذا الحديث مؤول عند أئمة المحدثين السلفيين الذين أخطأوا وصححوه ولننقل ذلك : 1 ) قال الترمذي رحمه الله تعالى في سننه ( 5 / 228 ) بعدما رواه : " قال يزيد بن هارون : العماء أي ليس معه شئ " وأقره وبذلك يكون مؤولا عند يزيد بن هارون والترمذي . 2 ) وقال الحافظ ابن حبان في صحيحه ( 8 / 4 ) عقب روايته له : " وهم في هذه اللفظة حماد بن سلمة . . . يريد به أن الخلق لا يعرفون خالقهم من حيث هم إذ كان ولا زمان ولا مكان ، ومن لم يعرف له زمان ولا مكان ولا شئ معه لأنه خالقها كان معرفة الخلق إياه كأنه كان في عماء عن علم الخلق لا أن الله كان في عماء ، إذ هذا الوصف شبيه بأوصاف المخلوقين " . ا ه‌

نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست