responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 157


الحديث الخامس روى البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال :
" يجمع الله الناس فيقول : من كان يعبد شيئا فليتبعه ، فيتبعون ما كانوا يعبدون ، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها ، فيأتيهم الله عز وجل في غير الصورة التي كانوا يعرفون فيقول : أنا ربكم .
فيقولون نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا . فإذا جاء ربنا عرفناه فيأتيهم في الصورة التي يعرفون ، فيقول : أنا ربكم .
فيقولون : أنت ربنا . . ؟ " ( 87 ) .


( 87 ) رواه البخاري ( فتح 2 / 293 و 11 / 445 ) من حديث أبي هريرة . و ( فتح 8 / 249 - 250 ) من حديث أبي سعيد ، ومسلم ( 1 / 164 برقم 299 ) من حديث أبي هريرة و ( 1 / 198 برقم 302 ) من حديث أبي سعيد ، وأحمد في المسند ( 3 / 17 ) والترمذي في سننه ( 4 / 691 برقم 2557 شاكر ) . وهذا الحديث شاذ عندنا بمرة . لأن فيه إشكالات تعارض القرآن والسنة الصحيحة المتواترة والمشهورة وغيرها والقواعد الثابتة في الكتاب والسنة ، وقد ذكرت له ستة عشر إشكالا في كتابي : " الأدلة المقومة لاعوجاجات المجسمة " أذكر بعضها : ( 1 ) فيه أن الله يتشكل فيأتي أحيانا بصورته الحقيقية المزعومة وأحيانا بغير صورته ! ! ( 2 ) فيه إثبات الصورة لله تعالى وذلك محال . ( 3 ) فيه أن المنافقين يرون الله تعالى ، وهذا معارض لقوله سبحانه : ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) . ( 4 ) فيه أنهم يرونه سبحانه في أرض المحشر مع أن الأحاديث الصحيحة تثبت أن الرؤيا هي الزيادة الواردة في قوله تعالى : ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) وذلك يتم لهم في الجنة . وفي هذا الحديث أن الرؤيا قبل الصراط وهذا باطل بلا شك . ( 5 ) إن لفظ الصورة لم يثبت في جميع روايات الصحيحين ، ففي رواية البخاري في الأذان ( فتح 2 / 293 ) : ليس فيها ذكر للصورة البتة . ( 6 ) أين رأوه سبحانه قبل ذلك حتى يصح ما ورد في هذا الحديث قوله : " فيأتيهم بغير الصورة التي يعرفون " ؟ ! ! وقد أبدع الإمام المحدث الكوثري وأجاد وأفاد عندما قال ملخصا الأمر في هذا الحديث في تعليقه على كتاب " الأسماء والصفات " ص ( 292 ) حيث قال : " اضطربت الروايات في ذكر الصورة والإتيان كما يظهر من استعراض طرق هذا الحديث ومتونه في الصحيحين وجامع الترمذي ، وتوحيد ابن خزيمة وسنن الدارمي وغيرها ، ولم يسبق أن عرفوه على صورة ، فعلم أنه قد فعلت الرواية بالمعنى في الحديث ما فعلت ، على أن المنافقين محجوبون عن ربهم يوم القيامة ، فيكون هذا الحديث مخالفا لنص القرآن ، إلا عند من يؤوله تأويلا بعيدا ، فالقول الفصل هنا هو الإعراض عن ألفاظ انفرد بها هذا الراوي ، أو ذاك الراوي ، باختلافهم فيها ، والأخذ بالقدر المشترك من المعنى الذي اتفقوا عليه ، فلعلك لا تجد في ذلك ما يوقعك في ريبة أو شبهة . . ويقول ابن العربي في عارضة الأحوذي : إن الناس في هذه الحال لا يرونه سبحانه في قول العلماء ، وإنما محل الرؤية الجنة . . بإجماع العلماء . . . " ا ه‌ .

نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست