responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 138


بالمكان . فإن قيل : نفي الجهات يحيل وجوده ( 58 ) قلنا : إن كان الموجود يقبل الاتصال والانفصال فقد صدقت ، فأما إذا لم يقبلهما فليس خلوه من طرف النقيض بمحال .
فإن قيل : أنتم تلزموننا أن نقر بما لا يدخل تحت الفهم .
قلنا : إن أردت بالفهم التخيل والتصور فإن الخالق لا يدخل تحت ذلك إذ ليس يحس ولا يدخل تحت ذلك إلا جسم له لون وقدر فإن الخيال قد أنس بالمبصرات فهو لا يتوهم شيئا إلا على وفق ما رآه لأن الوهم من نتائج الحس ، وإن أردت أنه لا يعلم بالعقل فقد دللنا أنه ثابت بالعقل لأن العقل مضطر إلى التصديق بموجب الدليل .
واعلم أنك لما لم تجد إلا حسا أو عرضا وعلمت تنزيه الخالق عن ذلك بدليل العقل الذي صرفك عن ذلك فينبغي أن يصرفك عن كونه متحيزا أو متحركا أو منتقلا ، ولما كان مثل هذا الكلام لا يفهمه


( 58 ) وقد أجاب على هذا أيضا الحافظ بن حجر في " لسان الميزان " ( 5 / 114 الهندية ) فقال : " وقوله : قال النافي : ساويت ربك بالشئ المعدوم إذ المعدوم لا حد له : نازل ، فإنا لا نسلم أن القول بعدم الحد يفضي إلى مساواته بالمعدوم بعد تحقق وجوده " ا ه‌ . ومعنى قوله نازل : أي باطل وساقط . وقول من قال : نفي الجهات يحيل وجوده . فجوابه : نعم إن كان جسما وأنت قد تخيلته كذلك فإذا عرفت أنه سبحانه ليس بجسم ولا عرض وآمنت بذلك صدقت وأيقنت أنه ليس كالمخلوقات فليس له جهة سبحانه . وخصوصا إن علمت أيضا أن الأرض كروية فجهة فوق لشخص في موضع من الأرض هي جهة تحت في الجانب المقابل من الكرة الأرضية لشخص آخر فالعلو نسبي ، وبهذا يسقط كلام من يتمسك بالجهة ! !

نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست