responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 136


فصل واعلم أن كل من يتصور وجود الحق سبحانه وجودا مكانيا طلب له جهة كما أن من تخيل أن وجوده وجودا زمانيا طلب له مدة في تقدمه على العالم بأزمنة وكلا التخيلين باطل . وقد ثبت أن جميع الجهات تتساوى بالإضافة إلى القائل بالجهة فاختصاصه ببعضها ليس بواجب لذاته بل هو جائز فيحتاج إلى مخصص يخصصه ويكون الاختصاص بذلك المعنى زائدا على ذاته وما تطرق الجواز إليه استحال قدمه لأن القديم هو الواجب الوجود من جميع الجهات . ثم إن كل من هو في جهة يكون مقدرا محدودا وهو يتعالى عن ذلك وإنما الجهات للجواهر والأجسام لأنها أجرام تحتاج إلى جهة والجهة ليست في جهة وإذا ثبت بطلان الجهة ثبت بطلان المكان ويوضحه أن المكان يحيط بمن فيه والخالق لا يحويه شئ ولا تحدث له صفة .
فإن قيل : فقد أخرج في الصحيحين عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أنه ذكر المعراج فقال فيه :
" فعلا به إلى الجبار تعالى " فقال : " وهو في مكانه يا رب خفف عنا " ( 56 ) .
فالجواب : إن أبا سليمان الخطابي قال : هذه لفظة تفرد بها


( 56 ) هذه ألفاظ من حديث انفرد به البخاري في صحيحه ( الفتح 13 / 478 ) وقد أطال الحافظ ابن حجر في نقل أقوال الأئمة الحفاظ الذين ردوا هذه الألفاظ وشنعوا عليها ، وفي هذه المرة قل تعويمه للمسألة نسبيا إلا أنه لم يترك إظهار تعصبه لعصمة " صحيح البخاري " رغم أنه أنصف في موضع هناك ( الفتح 13 / 483 ) فقال : " قال الخطابي ليس في هذا الكتاب يعني صحيح البخاري حديث أشنع ظاهرا ولا أشنع مذاقا من هذا الفصل . . . " ا ه‌ وذكر أن شريكا راوي هذا الحديث وهو " شريك بن عبد الله بن أبي نمر القرشي " ترجمته في " تهذيب التهذيب " ( 4 / 296 دار الفكر ) وقد ذكر الحافظ في الفتح ( 13 / 485 ) أيضا بعدما ذكر من وثق شريكا هذا أقوال الطاعنين فيه فقال : " وقد سبق إلى التنبيه على ما في رواية شريك من المخالفة مسلم في صحيحه ، فإنه قال بعد أن ساق سنده وبعض المتن ثم قال : فقدم وأخر وزاد ونقص ، وسبق ابن حزم أيضا إلى الكلام في شريك أبو سليمان الخطابي كما قدمته ، وقال فيه النسائي وأبو محمد بن الجارود : ليس بالقوي ، وكان يحيى بن سعيد القطان لا يحدث عنه ، نعم قال محمد بن سعد وأبو داود : ثقة فهو مختلف فيه فإذا تفرد عد ما ينفرد به شاذا ، وكذا منكرا على رأي من يقول المنكر والشاذ شئ واحدا " ا ه‌ كلام الحافظ من الفتح . قلت : وقد روى مسلم هذا الحديث دون منكرات شريك هذه ومخالفاته التي خالف فيها الحفاظ وهي عشرة ذكرها الحافظ في الفتح ( 13 / 485 ) فليراجعها من شاء .

نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست