responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 116


بقية الحيوان ( 43 ) . قال الله تعالى : ( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ) الذاريات : 47 أي بقوة ( 44 ) .
ثم قد أخبر أنه نفخ فيه من روحه ( 45 ) ، ولم يرد إلا الوضع بالفعل والتكوين ، والمعنى : نفخت أنا ، ويكفي شرف الإضافة . ، إذ لا يليق بالخالق جل جلاله سوى ذلك لأنه لا يحتاج أن يفعل بواسطة ، فلا له أعضاء وجوارح يفعل بها ، لأنه الغني بذاته ، فلا ينبغي أن يتشاغل بطلب تعظيم آدم مع الغفلة عما يستحقه الباري سبحانه من التعظيم ( والتنزيه ) بنفي الابعاض والآلات في الأفعال ، لأن هذه الأشياء صفة الأجسام ، وقد ظن بعض البله أن الله يمس ، حتى توهموا أنه مس طينة


( 43 ) أي إذا قلتم بأن سيدنا آدم عليه السلام مخصوص بأنه مخلوق بيد الله عز وجل بدليل قوله تعالى لإبليس : ( ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ) قلنا : ليس الأمر كما تتوهمون ، وإنما المراد ما منعك أن تسجد لما خلقت أنا ولم يخلقه غيري وأنا ربك وربه ، بدليل أن الأنعام من خيل وإبل وحمير وبقر وغيرها مخلوقة بيد الله تعالى أيضا بنص القرآن وذلك في قوله تعالى : ( أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما فهم لها مالكون ) يس : 71 . ( 44 ) مع أن لفظة ( أيد ) في اللغة هي جمع يد وهي الكف المعروفة . كما تجد ذلك في مادة ( يدي ) من القاموس ثم أطلقت مجازا على القوة لأن اليد آلة للقوة في العادة كما تجد ذلك المعنى المجازي في مادة ( أيد ) من القاموس وأصلها في مادة ( يدي ) فتدبر . وقال بعض المبتدعة : ( أيد ) لا تعرف في اللغة إلا بمعنى القوة وهذا غلط محض وخطأ فاحش يظهر عند مطالعة مادة ( يدي ) في القاموس المحيط وغيره . ومنه قوله تعالى : ( أم لهم أيد يبطشون بها ) . ( 45 ) معنى من روحه : أي الروح التي خلقها وأضافها إلى نفسه ليشرفها كما أضاف الكعبة إليه ليشرفها فقال : ( أن طهرا بيتي للطائفين ) وكل الناس يعرفون أنه لا يسكنه وأنه تعالى عن ذلك فقولنا : بيت فلان يخالف تماما قولنا : بيت الله وهكذا فتأمل .

نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست