responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 102


روح الله اعتقدت النصارى أن لله صفة هي روح ولجت في مريم ، ومن قال : استوى بذاته فقد أجراه مجرى الحسيات ، وينبغي أن لا يهمل ما يثبت به الأصل وهو العقل ( 16 ) ، فإنا به عرفنا الله تعالى ، وحكمنا له بالقدم ، فلو أنكم قلتم : نقرأ الأحاديث ونسكت ، ما أنكر عليكم أحد ، إنما حملكم إياها على الظاهر قبيح ، فلا تدخلوا في مذهب هذا الرجل الصالح السلفي ما ليس منه . ولقد كسيتم هذا المذهب شينا قبيحا حتى صار لا يقال حنبلي إلا مجسم ( 17 ) ، ثم زينتم مذهبكم أيضا بالعصبية ليزيد بن معاوية ( 18 ) ولقد علمتم أن صاحب المذهب أجاز لعنته ، وقد كان أبو محمد التميمي يقول في بعض أئمتكم : لقد شان المذهب شينا قبيحا لا يغسل إلى يوم القيامة .


( 16 ) وقد مدح الله تعالى في كتابه أولي الألباب والذين يتفكرون في خلق السماوات الأرض ولا يتأتى ذلك إلا بالعقل الذي هو مناط التكليف . وقد صنف بعض أئمة المجسمة كتابا ادعى فيه الجمع بين صحيح المنقول وصريح المعقول ليظهر أنهم يستعملون عقولهم في فهم كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ولكن لم يوفق لذكر العقيدة السليمة في كتابه ذاك ، إذ أثبت فيه قدم العالم نوعا كما أثبت الحركة والحد لله تعالى ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . ( 17 ) قال الإمام التاج عبد الوهاب السبكي المتوفى سنة 771 في كتابه " معيد النعم ومبيد النقم " ص ( 62 ) : " وهؤلاء الحنفية والشافعية والمالكية وفضلاء الحنابلة ولله الحمد في العقائد يد واحدة كلهم على رأي أهل السنة والجماعة ، يدينون الله تعالى بطريق شيخ السنة أبي الحسن الأشعري رحمه الله تعالى لا يحيد عنها إلا . . . رعاع من الحنابلة لحقوا بأهل التجسيم . . . " ا ه‌ باختصار . ( 18 ) قال العلامة ابن الأثير في كتابه " الكامل " ( 3 / 487 ) : " قال الحسن البصري : أربع خصال كن في معاوية ، لو لم تكن فيه إلا واحدة لكانت موبقة : إنتزاؤه على هذه الأمة بالسيف حتى أخذ الأمر من غير مشورة وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة ، واستخلافه بعده ابنه - يزيد - سكيرا خميرا يلبس الحرير ويضرب بالطنابير - أي العود وهو من آلات اللهو - وادعاؤه زيادا ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الولد للفراش وللعاهر الحجر " . وقتله حجرا - وهو أحد الصحابة العباد - وأصحاب حجر ، فيا ويلا له من حجر ! ويا ويلا له من حجر وأصحاب حجر ! " انتهى كلام ابن الأثير وما بين الشرطتين إيضاح مني . وحجر بن عدي رضي الله عنه صحابي مترجم في " سير أعلام النبلاء " ( 2 / 463 ) والإصابة ( 1 / 329 طبعة دار الكتب العلمية ) . وقد فشا النصب بين الحنابلة وهو بغضهم لآل البيت أو عدم احترامهم لهم وموالاة طائفة معاوية أو الدفاع عنها بالحجج التي هي أوهى من بيت العنكبوت ، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ، ونحن نجد في هذه الأيام من يفتخر بالانتساب لآل النبي صلى الله عليه وسلم وخصوصا لسيدنا الحسن ولسيدنا الحسين ابني سيدنا علي والسيدة فاطمة عليهم السلام والحمد لله تعالى ، ولا نجد من يفتخر بالانتساب إلى معاوية وذريته ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . وقد ثبت في صحيح مسلم ( 4 / 1873 برقم 2408 ) وغيره من حديث سيدنا زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : " قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا . بماء يدعى خما بين مكة والمدينة ، فحمد الله تعالى وأثنى عليه ، ووعظ وذكر ، ثم قال : " أما بعد . ألا أيها الناس ! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به " فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال : " وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي " . وفي رواية الترمذي ( 5 / 663 برقم 3788 ) " عترتي " ولفظه " إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما " . فقال له حصين - وهو الراوي عن سيدنا زيد بن أرقم - ومن أهل بيته يا زيد ؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال : نساؤه من أهل بيته . ولكن . أهل بيته من حرم الصدقة بعده . قال : ومن هم ؟ قال : هم آل علي وآل عقيل ، وآل جعفر ، وآل عباس ، قال : كل هؤلاء حرم الصدقة ؟ قال : نعم . وارجع إلى التعليق الآتي برقم ( 181 ) فإن فيه بعض توسع في هذه المسألة ، وتفصيل ذلك في رسالة مستقلة آتية إن شاء الله تعالى .

نام کتاب : دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه نویسنده : عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي    جلد : 1  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست