إلي وقال : كأنك رضي البال ! فغضبت وشكوته إلى إخوانه من القراء فقلت : ألا تعجبون من سعيد ، سألته من كان حامل راية النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا : إنك سألته وهو خائف من الحجاج وقد لاذ بالبيت ، فسألته فقال : كان يحملها علي بن أبي طالب ، هكذا سمعته من عبد الله بن عباس . وهو حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه ، وله شاهد من حديث زنقل العرفي فيه طول فلم أخرجه . وسأل رجل ابن عمر عن فضل علي فأجابه ، فقال له : لعل ذلك يسؤك ؟ قال فلم ؟ قال أرغم الله أنفك فاجهد علي جهدك . وقد ذكر أن هذا مذهب معروف بوب له البخاري في صحيحه بباب من خص قوما دون قوم مخافة أن لا يفهموا ، وذكر فيه قول علي حدثوا الناس بما يفهمون ، أتحبون أن يكذب الله ورسوله . وذكر الحافظ أن الإمام أحمد كان يكره رواية الأحاديث التي تدل على الخروج على الملوك . والكلام في هذا يطول فنكتفي بما قدمناه ، وبما حررنا في المسلك المبسوط . وقد نقلنا هنا بعض ما قاله المؤرخ الكبير الامام عبد الله بن مسلم بن قتيبة ، وهو شاهد عدل ، وكفى بها من شهادة . واعلم أننا لم ننقم ولم نحاول الغض من أصل ما اعتبره الأئمة للمجالس العامة من فضل ونفع ورفع عن الكذب في حديث رسول الله صلى الله عليه