فيها لذي اللب موعظة بالغة " [1] . وأصبح مضربا لمثلهم في شكوى الزمان والحديث عن الفتن [2] .
ويبدو أن عبادة كان في ضيق حياة وضنك عيش ومن ثم تميز بالحرص القاتل . يقول ابن شهيد ، حسبما يروي الحميدي : " إن عبادة مات في مالقة مغتما عندما ضاعت منه مائة مثقال " [3] .
وشكى ابن مقانا الأشبوني [4] زمانه ثم عاد زارعا بعد تطوافه على ملوك زمانه ومدحه ملوك الجزيرة كلها . وكان ابن الحناط الضرير " سئ الظن بمعارفه شديد الحذر على نفسه ، فاسد التوهم في ذاته " [5] . وما بالغ في مدح بني حمود إلا لخوفه من أبي الحزم ابن جهور . يقول ابن عبد الملك المراكشي : " وكان ابن الحناط ممن خاف من أبي الحزم بن جهور بسبب ما شاع عنه من هجائه إياه ، فلحق ببني حمود وهاجر إليهم وأكثر من مديحهم ، وطار ذكره بالتشيع فيهم والاختصاص بهم " [6] .
أما تصوير ابن دارج لحنان النبي ( صلى الله عليه وسلم ) على أحفاده في صورة حزينة وعاطفة جياشة ، ستصبح نواة لأدب بكاء آل البيت في الأندلس ، فمصدرها أن ابن دارج نفسه كان له من الأطفال ، مع حاجته ، ما ألجأ للإحاف في السؤال والاشتطاط في المدح ، وقد ذكر